مجلس الأمن أصبح أضحوكة بل مهزلة. ففي قراره الأخير قرَّر رفع عدد المراقبين الدوليين إلى ثلاثمائة بدلاً من ثلاثين، أي أنهم فكّروا واستغرقوا في التفكير في مجلس الأمن ثم بعد عصف ذهني متأنِ وصلوا إلى نتيجة مفادها أن أفضل السبل لإيقاف نظام إرهابي عند حده هو أن يرفعوا سقف المراقبين، ثم بعملية حسابية استغرقت مداولاتها الساعات الطويلة ضربوهم بعشرة ليصبحوا ثلاثمائة مراقب بالتمام والكمال، ونحن لا نعرف ما الفرق بين ثلاثين أو ثلاثمائة؟! فليس هناك فرقاً طالما أنّ روسيا والصين بالمرصاد لشعب أعزل تُداس كرامته من قِبَل نظام قمعي فاشي يختبئ وراء دول ديكتاتورية قمعية مثله. المراقبون الدوليون، أصحاب القبعات الزرقاء، أصبحوا هدفاً يُطلق عليهم الرصاص من قبل شبيحة النظام السوري وهم في الشوارع، بل إن من أتوا لكي يحموهم أصبحوا للمراقبين دروعًا بشرية. والسؤال الذي يطرح نفسه: ماذا سوف يضيف هؤلاء المراقبون لشعب يُذبح كالخراف؟! الإجابة عند مبعوث جامعة الدول العربية والأمم المتحدة السيد «كوفي عنان». بالفعل لأول مرة في تاريخ مجلس الأمن يكون هناك توافقاً على عدم فعل أي شيء للشعب السوري من قِبَل الخمسة أعضاء الدائمين بل النائمين والذين يغطون في سبات عميق في مجلس الأمن عن الشعب السوري فقط!! بالأمس القريب نظام بعث بربري وبكل تبجح واستهتار يطلب أسماء المراقبين الدوليين لاعتمادهم وكأنهم سوف يقدمون أوراق اعتمادهم كسفراء لدى النظام؟! ثم تأتي روسيا الأم الحنون لإسرائيل وسوريا وإيران لكي تطلب عدم زيادة المراقبين عن ثلاثين، وكأن همّ الشعب السوري المراقبون الذين لا حول لهم ولا قوة طالما أن من يُوصلهم إلى الأماكن الراقية للمراقبة، هُم سائقو عصابات حزب البعث المترفون الذين يسكنون القصور والفلل الراقية. الشعب السوري لا يريد مراقبين دوليين.. يريدون سلاحًا يدافعون به عن أنفسهم ضد آلة الحرب والدمار والقتل والإبادة الروسية السورية التي تأكل الرطب واليابس. الشعب السوري لا يريد خبزًا ولا سمنًا ولا بصلاً بل يريد تسليحًا لجيشه الحر لكي على الأقل يحد من مجازر النظام وحمامات الدم التي تُراق كل ساعة في سوريا. الشعب السوري يريد حريته واستعادة كرامته يا سيد كوفي عنان. الشعب السوري يريد أن يحكم نفسه بنفسه دون تدخلات روسية أو صينية أو إيرانية أو حزب الله في لبنان. ونحن نأمل من دول الجوار كتركيا والأردن تمرير السلاح للجيش الحر، لأننا نعرف سلفًا أن العراق بوجود نوري المالكي لن يُمرِّر بأجواء العراق إلا طائرات إيرانية محملة بالأسلحة للنظام السوري، ولن يُمرِّر على الأرض إلا عصابات وشبيحة ما يسمى بفيلق القدسالإيراني وعصابات مقتدى الصدر. ونحن نعرف كذلك أن حكومة حزب الله في لبنان لن تمرر إلا شبيحة الحرس الثوري الإيراني والباسيج وعناصر حزب الله واستخبارات إيران التي تتفنن في تعذيب المواطنين السوريين الذين يرفضون نظامًا قمعيًا مثل نظام الآيات والملالي في إيران. الشعب السوري احتضن الشعب العراقي أثناء الاحتلال الأمريكي للعراق ومازال الكثير منهم يعيشون بين الشعب السوري، والشعب السوري أيضًا احتضن الشعب اللبناني الهارب من جحيم الطائرات الإسرائيلية التي تمطره ليل نهار بوابل من القذائف ذات الزنات الثقيلة التي لديها قوة تدميرية لمساحات كبيرة عندما جرّ حزب الله المنطقة إلى حرب مع إسرائيل بتصرفات طائشة غير محسوبة عواقبها من زعيم حزبه السيد نصر الله، ولولا جهود دول مجلس التعاون الخليجي لأصبح حزب الله أثرًا بعد عين، ثم يُكافأ الهاربون من جحيم النظام السوري بتسليمهم لشبيحة النظام!!. أما من تمكن من الهرب خوفًا من عناصر حزب الله فإنهم يعيشون في صنادق وعشش لا تليق حتى بالحيوانات. إذًا كوفي عنان يزف بشرى للشعب السوري بزيادة أعداد المراقبين إلى ثلاثمائة رجل بعد رحلات مكوكية مضنية لروسيا والصين وغيرها، إنه بالفعل ذلك الجمل الذي تمخض فولد بعوضة.