دائماً نسمع كلمة أنَّ شخصاً ما لديه شعور بالنقص أو عقدة نقص، أو يحاول أن يعوض نقصاً في شخصيته، والمتداول العام أنَّ شخصاً ما يعاني من قصور ما يحاول أن يعوضه، والحقيقة العلمية في علم النفس أنَّ هناك فرق بين الشعور بالنقص، وعقدة النقص، حيث يعتبر الشعور بالنقص شعور يدركه الشخص ويكمله بوعي، وقد يعتبر نوعاً من تجميل الشخصية، وقد يكون الشعور بالنقص إزاء الفشل والحرمان، أو تعويض جوانب نقص بدنية أو شكلية أو إشباع حرمان. أما عقدة النقص فلا يشعر بها الشخص، ولا يدرك طبيعتها، ولا يعرف منشأها، وكل ما يعانيه من أعراض مثل القلق، أو الخوف، أو الاتجاهات السلبية كالمبالغة في حب شيء، أو كرهه للأشياء، أو الفزع من مشاهدة أشياء لا تثير الخوف، والمرأة التي لديها عقدة من الرجل، والعكس صحيح أيضاً، والأمثلة كثيرة هي نتيجة عقدة نفسية، والتي تعرف «بأنها تلك المشاعر الوجدانية المتناقضة التي تكونت أثناء الطفولة خلال الخبرات والعلاقات مع الآخرين، وتندمج تلك المشاعر في بناء الشخصية، وتتوارى عن الشعور وتصبح بمثابة المحرك الحقيقي الذي يدفعنا «الدوافع والمؤثرات الخفية التي تتحكم فينا» ولكنها تجعل من الشخص يتصرف تصرفات غير ناضجة تجاه المواقف الجديدة، فقد تجد شخصاً يحتل مركزاً مرموقاً، ويتصرف بطريقة بدائية في موقف ما، وهذا يعود لتثبيت شخصيته في مرحلة الطفولة، والمشاعر التي تنتابه هي تلك المشاعر التي صدمته في طفولته عندما كانت مشاعره وشخصيته حساسة وهشة، فتنبعث المشاعر الوجدانية المكبوتة مع ما تتضمنه من متناقضات وتوترات تعيق عملية التكيف، فقد تجد امرأة لا تتكيف مع زوجها وتكره الرجال لخبرتها الطفولية مع ذلك الرجل القاسي أو المتحرش، وقد تجد طفلاً يرفض ويكره الحليب ومشتقاته للقسوة المصاحبة لعملية التغذية والتعنيف أثناء مرحلة الرضاعة أو الفطام، وقد يكره الطفل الدراسة لخبرته المؤلمة مع ذلك المعلم القاسي المتسلط.