باتت محلات «أبو ريالين»، المصدر الرئيسي للهدايا التي تقدم للأطفال، خاصة على مستوى المدارس، لكثرة أعداد الأطفال، وهذا المد الهائل من الألعاب أو المقتنيات رديئة الصنع، لن أتحدث هنا عن السموم التي تُطلى بها أو الإحباط الذي يحدث للطفل إذا ما تهشمت بين يديه الرقيقتين قبل أن تخبو فرحته بها. تذكر الدراسات أن المكافآت تعوق الإبداع حتى لو كانت الهدايا باهظة الثمن. وتوصل «جيفري» و «كين» 1990م إلى أن نظام المكافأة والعقاب يمكن أن يكون معوقاً ومثبطاً على المدى الطويل ، فالتوجّه السلوكي في ظل هذا النظام يولد التهديد والقلق الذي سوف تقل معه المعطيات والتحكم ، مما يؤدّي إلى تراجع قدرة الطالب على التفكير ويدفعه إلى كل ما هو مكرر ومتواضع للحد من القلق، بمعنى أنه عندما يعتاد على الهدايا، فإنه سوف يعمل شيئا نظير شيء ما . وسوف يتطلع إلى مكافأة أكبر في المرة القادمة ومع الوقت سوف يقتل الحافز الداخلي لديه ويوصم أنه «فاقد للحافز» ويرى بعض الباحثين مثل «الفي كولي» أن كل المكافآت سيئة، ومع ذلك فإن «مارتن فورد» مؤلف كتاب Motivating humans يشير إلى أن هذا يتوقف على ما إذا كانت المكافأة تتعارض مع الأهداف الموجودة كتداخل المكافأة مع السبب الحقيقي لهدف التعلم «أنا لا أكترث إلا بما سوف يأتي في الاختبار وليس التعلم الحقيقي». كما أجرى « آلان كازدين» الذي كان ذات يوم من أنصار المكافأة ، دراسة شملت نظاماً اقتصادياً رمزياً داخل إحدى مؤسسات الرعاية الصحية في البداية أبهر من تغيّر سلوك الأشخاص، ولكن بعد مراجعة للدراسة بعد عشر سنوات قال «إن انتزاع المزايا أدَّى إلى تراجع في الاستجابة المرجوة والرجوع إلى المعدل المبدئي لمستوى الأداء أو قريباً منه». وفي مدينة الرياض وفي مدرسة متميّزة لا يقدمون شهادات تقدير أو جوائز فهم يؤمنون أنها تعلم الطالب رضا الآخرين (المعلم/ الوالدين) وأن الجائزة الحقيقية في أن التعليم هو جائزته (يتعلم كيف يتعلم) . والمحك الحقيقي في كيف نحفز طلابنا من الداخل؟ وهناك استراتيجيات عدة، لا تباع عند محلات «أبو ريالين» بل هي مجانية و تحتاج إلى طاقة لخلق الحافز الذي يستمر مع أطفالنا مدى حياتهم.