يشهد مطلع الأسبوع المقبل بداية الفصل الدراسي الثاني، وهو ما يستدعي تكاتف الأسر، والمؤسسات التعليمية لتعزيز الإيجابيات، وعلاج معوقات التفوق لدى الطلبة. ويركز خبراء التربية على التحفيز «Motivating» كأحد العوامل الرئيسة لرفع مستوى الأداء المعرفي والمهاري للطلبة في مختلف المراحل التعليمية. وتذكر الدكتورة بربارا ديفيز B.Davis في جامعة كاليفورنيا، أن الطلبة يمتلكون الحماس للتعلم، لكن التعلم الفعال يعتمد بشكل كبير على قدرة وكفاءة المعلمين، وأعضاء هيئة التدريس، وهو ما يشكل تحديا كبيرا لهم، يلقي بظلاله على جودة المخرجات التعليمية. وتؤكد على أنه لا توجد صيغة سحرية محددة لتحفيز الطلبة، لأن هناك عوامل كثيرة تؤثر فيه؛ كدوافع الطلبة للتعلم ومثابرتهم عليه، ومدى وعيهم بأهمية ما يتعلمونه، ورغبتهم في تحقيق التفوق؛ ولذلك فمن البدهي أن يختلف تأثير التحفيز على الطلبة باختلاف مستوى هذه العوامل. وأوردت الباحثة عددا من الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد المعلمين والأساتذة على الوصول لأفضل مستويات التحفيز الإيجابي، كالانطلاق من الاحتياجات، حيث أثبتت الدراسات بأن الطلبة يتعلمون بشكل أفضل عندما تراعى احتياجاتهم ورغباتهم النفسية والتعليمية. كما أن تشجيع مشاركتهم في العملية التعليمية، وتقييم ما يحصلون عليه من معلومات ومهارات خلال الحصص والمحاضرات، يمكن أن يحفزهم للتعلم بفعالية، وتحقيق أفضل النتائج. وقد ركزت الباحثة على أهمية تشجيع التحفيز الذاتي لدى الطلبة، ودوره في تعزيز ثقتهم بأنفسهم، وبقدرتهم على التحصيل والتفوق، وهو ما يمكن أن يتحقق بحرص المعلم، وعضو هيئة التدريس على عدم التعامل بفوقية مع الطلبة، وإظهار الأفضلية عليهم باستخدام صيغ الأمر والنهي، والتهديد بالدرجات، أو بخلق جو من القلق والمنافسة الشديدة بينهم كأفراد، في الوقت الذي يمكن تحقيق نتائج أفضل بالتعامل معهم بإيجابية، وترسيخ ثقافة المشاركة، والعمل بشكل تعاوني كمجموعات. ومن الاستراتيجيات المهمة لتعزيز ثقافة التحفيز الإيجابي لدى الطلبة، توعيتهم بما لهم وما عليهم، وما المطلوب منهم منذ بداية الفصل الدراسي، وخاصة ما يتعلق بالمتطلبات، والتعليمات الإدارية والأكاديمية التي تنظم دراستهم، واحتياجاتهم التعليمية والتدريبية طوال مدة بقائهم في المدرسة، أو الجامعة. وهناك مراحل متقدمة في عملية التحفيز، كمشاركة الطلبة في تحديد أهداف المقرر ومفرداته وأنشطته، واقتراح طرق تدريسه، وأساليب التقييم، وإشعارهم بأهمية الاستفادة مما يتعلمونه، وتطبيقه في حياتهم، لا أن يكون لمجرد الاختبار والحصول على الدرجات. كما يسهم التحفيز الإيجابي مقابل كل تقدم يتحقق خلال الحصص والمحاضرات، بترك أكبر الأثر في معنويات الطلبة، ويساعدهم على تحصيل أكثر، وتفوق مستمر؛ مع مراعاة أن يتم كل ذلك في جو من الاحترام المتبادل، وعلى أساس من الثقة، والإحساس بالمسؤولية، بعيدا عن فوقية المعلم، أو عضو هيئة التدريس، ولا مبالاة الطالب، أو الطالبة. * جامعة الملك سعود كلية التربية [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 272 مسافة ثم الرسالة.