نشرت وزارة الداخلية عناصر جهاز مكافحة الإرهاب «الفرقة الذهبية» في شوارع بغداد أمس استعدادا لإعلان ساعة الصفر من قبل رئيس الوزراء نوري المالكي. وكانت الناطقة باسم القائمة العراقية ميسون الدملوجي والنائب عن كتلة الأحرار الجناح السياسي للتيار الصدري محمد رضا الخفاجي أعلنا أن المالكي يقوم بتسليح مناصريه على حساب خصومه السياسيين، وقال الخفاجي إن «المالكي يسعى إلى السيطرة على الحكم بقوة السلاح والقيام بانقلاب عسكري في حال سحبت الثقة عنه من خلال بعض الجماعات في وزارة الدفاع التي تميل له بالإضافة إلى قيامه في الفترة الأخيرة بجمع عدة أفواج حوله بحجة حمايته وإجرائه تغييرات في قادة الفرق العسكرية وإبدالهم بضباط ولاؤهم له». الخطة جاهزة بالبيان رقم واحد أكدت مصادر سياسية مطلعة ل «الشرق» أن المالكي أعلن البيان رقم واحد لانقلابه العسكري في رفضه المتكرر لاستبداله، مقابل أوامره، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، آخرها أول أمس، بدخول قوات الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية في حالة تأهب قصوى اعتبارا من أمس ولغاية الخميس المقبل، في إجراء استباقي وبدون إعلان عن الأسباب، وأشارت هذه المصادر إلى أن البرقية التي أصدرها مكتب القائد العام بدخول كافة الأجهزة الأمنية حالة الإنذار (ج)، لم توضح أسباب إعلان حالة التأهب القصوى. وأوضح أن القائد العام للقوات المسلحة، أمر بتحريك الفوج التكتيكي التابع لقوة مكافحة الإرهاب إلى مدينة النجف، وأمرهم بالمرابطة هناك لمدة أسبوع. وأوضحت هذه المصادر أن أوامر مكتب القائد العام للقوات المسلحة أشارت إلى دعم مكاتب الإسناد التي يقودها مقربون من المالكي شخصيا أو من قيادات حزب الدعوة الموالين له لاسيما في مناطق جنوب العراق لمواجهة أي احتكاك مع أفراد جيش المهدي. وضم الكثير من عناصر كتائب حزب الله بقيادة أبو مهدي المهندس وعصائب أهل الحق المنشقة أصلا عن جيش المهدي بقيادة قيس الخزعلي، لضبط الشارع العراقي في المحافظات الجنوبية، فيما كانت أنباء سابقة قد أشارت إلى أن المالكي أرسل 500 عنصر من القوات الأمنية التابعة له إلى النجف ومحاصرة منزل زعيم التيار الصدري، في أعقاب لقاء الحنانة الذي جمع معارضي المالكي وتشير المعلومات إلى أن المالكي أصدر أوامره بشن حملة واسعة من المداهمات لغرض اعتقال البعثيين والضباط السابقين في الجيش العراقي في بغداد وبقية محافظات العراق. وتشدد هذه المصادر إلى أن أعمال ساعة الصفر ستبدأ بأعمال اغتيالات منظمة للعناصر المناوئة للمالكي في بغداد لاسيما داخل المنطقة الخضراء، يتبعها اعتقال قياديين في القائمة العراقية أبرزهم، رافع العيساوي، وقالت المصادر أن حيثيات الإدانة ترتبط بوجود العيساوي على رأس منظمة (حماس العراق) التي كانت تتخندق مع الفصائل المسلحة التي تقاتل القوات الأمريكية تحت مسمى المقاومة العراقية المسلحة، مبينة أن هناك معلومات سيستند عليها القائد العام للقوات المسلحة لإدانة العيساوي تتضمن عمليات قتل بحق رجال أمن وعناصر في الجيش العراقي ومترجمين كانوا يعملون بمعية القوات الأمريكية. فكرة الانقلاب حاضرة في عقل المالكي وتؤكد المصادر السياسية في حديثها ل «الشرق» أن فكرة الانقلاب العسكري حاضرة في عقل المالكي الذي ما زال يعمل بعقلية قائد الخط الجهادي لحزب الدعوة خلال مرحلة معارضته لنظام صدام حسين، وبعقلية تدبير مثل هذه العمليات الجهادية تهيأ المالكي لعملية واسعة من الاعتقالات تشمل سياسيين وشخصيات وطنية من المتصدين لنهج المالكي الاستبدادي وضباط من الجيش العراقي السابق من الذين هم داخل الخدمة حاليا وخارجها وستقوم قوات تابعة للمالكي وعناصر من تنظيم القاعدة المرتبطين بفيلق القدس الإيراني بتنفيذ سلسله من التفجيرات بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة لخلط الأوراق ولصق هذه الجريمة بالبعثيين بالتعاون مع تنظيم القاعدة كما وردت هذه العبارة في برقية قيادة عمليات بغداد (الاستخبارات) التي تم تعميمها القوات العسكرية والأجهزة الأمنية. المالكي يستند على المعلومات المفبركة من مصدرين: مصدر يعمل لجهاز المخابرات في البصرة، حيث يفيد تقرير المصدر بوجود مخطط لتصفية المالكي عند زيارته للبصرة ينفذه ضباط من الجيش العراقي السابق موجودين في الخدمة حاليا يشغلون مناصب أمراء أفواج. ويشير مصدر المعلومات إلى أن الضباط لديهم مجموعات تعمل معهم كل مجموعة تتكون من 25 عنصراً وهؤلاء الضباط يحصلون على التمويل والدعم من قبل دولة قطر وتركيا وسلم التقرير إلى مكتب المالكي من قبل جهاز مخابراته. مصادر السفارة الإيرانية أما المصدر الثاني فهو، السفاره الإيرانية، التي زودت مخابرات المالكي بمعلومات (مفبركة) تشير أن مجموعات إرهابية تابعة لتنظيم حزب البعث بقيادة عزت الدوري وتنظيم ما يسمى بدولة العراق الإسلامية بتنفيذ سلسلة من التفجيرات بسيارات مفخخة تستهدف عجلات نقل الزائرين الإيرانيين للعتبات المقدسة في (النجف – كربلاء – الكاظمية – سامراء) وتستهدف شركات إيرانية تعمل في منطقة الشورجة وستضرب هذه المفخخات العاصمة بغداد. وتفيد معلومات السفارة أن هذه السيارات جرى تفخيخها في بغداد وأرفقت السفارة قائمة بأرقام السيارات. تدفق الأسلحة على مكاتب الدعوة وكانت مصادر عشائرية في محافظات الفرات الأوسط، أكدت تدفقا كبيرا للأسلحة الخفيفة والمتوسطة على مكاتب حزب الدعوة في هذه المحافظات، وقالت المصادر إن أهالي مدن الفرات الأوسط يتحدثون عن قيام سيارات تابعة لمكتب رئيس الوزراء بنقل أسلحة متنوعة إلى مكاتب حزب الدعوة في محافظتي بابل والديوانية، فضلا عن محافظتي الحلة وكربلاء. وفي سياق ما يؤكد هذه المعلومات، تقول المصادر السياسية إن المالكي يستخدم أسلوب الرئيس السابق صدام حسين في توزيع السلاح والأموال لشراء ولاء شيوخ العشائر، وعقد قبل أسبوعين مؤتمرا للعشائر حضره أحد شيوخ عشائر النجف الشيخ (وحيد العبود العيساوي) الذي يسكن قضاء الكوفة. وبعد يومين من حضور الشيخ أرسل بطلبه المالكي وقال له: (تقبل أن يعود البعثيون إلى الحكم اعتقد أنك لا تقبل) سأعتمد عليك في أحكام السيطرة في حال إعلان ساعة الصفر على محافظات ( النجف – بابل – كربلاء) وأنت المسؤول عنها.. وسيكون تحت قيادتك عشيرة (بني مالك) وعشيرة «الفتلة» آل فرعون وسيكون التنسيق مع مكتب حزب الدعوة في النجف وسيرفدك بالمقاتلين في حالة إعلان ساعة الصفر وهؤلاء المقاتلون تم تزكيتهم من قبل حزب الدعوة ..وجهز الشيخ وحيد عبود العيساوي ب (450) بندقية كلاشنكوف مع العتاد وتسلم مبلغا قدره 450 ألف دولار. ماذا بعد الانقلاب؟ أما كيفية حل الأمور بعد «الانقلاب العسكري» فسيكون في إعادة الانتخابات من خلال إسناد مفوضية الانتخابات إلى السيد عدنان الشريفي المحسوب على قيادات حزب الدعوة تنظيم العراق، بعد شعور المالكي بالخطر، واكتشافه مؤامرة كبيرة لاغتياله يشترك بها أكثر من عشرين شخصية رفيعة. وأشارت المصادر أن سكرتير رئيس الوزراء أجرى عدة اتصالات هاتفية بمدينة الناصرية لإحضار عدنان الشريفي بعد أن حسم المالكي موقفه بإيقاف العمل بالدستور وإجراء انتخابات مبكرة والدعوة إلى حل البرلمان، ونوه المالكي لهذا في لقاء تلفزيوني مع قناة العراقية.