طالعت خبرا غريبا يقول إن قناة للمنقبات فقط سوف تبدأ البث بداية الشهر القادم! فعلا خبر لم استطع تصديقه خاصة أن الشرط الوحيد للتوظيف في هذه المحطة هو النقاب، ولا يسمح لمشاركة الرجال أو غير المنقبات، نعم بداية عنصرية قبل البث، والأغرب من هذا أن بعض المشرفات على هذه القناة هن أنفسهن المشرفات على قنوات (الهشك بشك) لا نعرف حتى الآن ماذا يراد لهذه القناة أو ماهية رسالتها ولكن كل ما نعرفه عنها أن الرسالة للنقاب فقط. تزعم صاحبة القناة أنها سوف تساهم في خدمة المرأة ودرء الفتن التي تتعرض لها المذيعات من قبل بعض المذيعين، وكأنها تتحدث عن غابة الأمازون التي لا يوجد فيها قوانين عدا قانون الغابة، لكن لماذا لا تكون هذه القناة في الراديو طالما أننا تجاوزنا أن صوت المرأة عورة؟ لا أعرف حتى الآن لماذا قنواتنا التلفزيونية إما أسود أو أبيض؟ أين الوسطية التي أوصانا بها ديننا الحنيف؟ ألسنا أمة وسطا؟ لا أستغرب غدا أن تخرج علينا قناة أخرى عنوانها (للكدش فقط) وهذا ليس ببعيد طالما أن الساحة الفضائية مفتوحة على مصراعيها دون رقيب أو حسيب، إذا كان الهدف خدمة الإسلام فالجميع يحرص على ذلك لكن لماذا نعسر ولا نيسر؟! لا أعتقد أن هذه المحطة بنقابها الأسود سوف تعطي صورة حسنة عن الإسلام بل أجزم أنها سوف تكون مسيئة بقدر ما تخدم! ناهيك على أنها سوف تصبح قناة سوداوية ذات توجه جاهلي وعنصري مع سبق الإصرار والترصد. نحن نعرف أن الدول الغربية ومنظمات حقوق الإنسان تهاجمنا من خلال النقاب وتصف نقابنا بالتخلف وتهميش المرأة لكن كيف لنا أن ندافع عن أنفسنا عندما يستقبلها هؤلاء، هل نبرر أفعالنا كعادتنا ونقول أن النقاب هو حرية شخصية للمرأة ومازلنا نختلف حوله! وبالتالي نكشف الوجه في الحج ونغطيه في الشارع، أم نتشبث برأينا وندافع عن الخطأ كون هذه المحطة التلفزيونية تقودها نساؤنا المحجبات، وهل تحسب على المسلمين جميعهم من إندونيسيا حتى المغرب؟ أم أننا نحن أصحاب النقاب وعلينا أن ندافع عن أنفسنا، حقيقة لا أعرف. للأسف البعض يطبل لهذه المحطة ويعتقد أنها تخدم الإسلام متجاهلا أننا صبغنا إسلامنا بجميع ألوان الطيف من الإرهاب إلى التكفير ولا ينقصنا أن نذهب أبعد من هذا وعلينا أن لا نصدق من أراد أن يعتلي صهوة الإسلام بأفعال لا تخدمنا كمسلمين.