من المنتظر تدشين قناة (ماريا) الفضائية الإسلامية المصرية المثيرة للجدل خلال اليومين القادمين، لكونها أول قناة نسائية خالصة في العالم (100%)، تديرها النساء فقط..! المثير أن جميع برامج القناة الوليدة ستقدمها (نساء منقبات) نقاباً كاملاً يغطي الوجه ولا تسمح أو تتساهل بخروج المذيعات المحجبات فقط، بل تعتزم عدم السماح بظهور (مذيعات غير منقبات) على الشاشة إطلاقاً..! طبعاً الموضوع أخذ بعداً جدلياً واسعاً في المجتمع المصري حول (جدوى القناة) وكيف سيتعرّف المشاهد على المذيعة، وكيف سيتم قراءة نشرات الأخبار (بالنقاب) مع غياب تعابير الوجه كونها من سياق الاتصال والتواصل مع المشاهد إلى آخره من الأسئلة التي أثيرت خلال الأيام الماضية لمحاولة منع القناة من الخروج..! القناة لن يشاهدها المصريون وحدهم، بل ستبث على قمر نايل سات وبالتالي (الهم مشترك) لكل مشاهدي القمر العربي وتبقى تجربة مثيرة وفريدة تستحق المتابعة والانتظار..! أنا شخصياً أستغرب (الاعتراض) والهجوم على هكذا فكرة، أليس الفضاء رحباً ويتسع للجميع؟! وطالما أن هناك قنوات نسائية (شبه عارية) تعتمد على (هز الوسط ليلاً ونهاراً)، ولم يعترض على وجودها أحد، فلماذا تمنع هذه القناة..؟! إذاً من الأولى السماح للأخوات الكريمات بفتح قناة خاصة بهن، ليفضفضن عبرها عن مشاكلهن وطموحهن وأحلامهن (تعتمد على النقاب) والستر للتعبير عن (كينونتهن)، وعن وجودهن ضمن نسيج المجتمع المصري اليوم، رغم شعورهنّ بالمعاناة والتهميش..! الطريف أن هناك من الإعلاميين المصريين من وصف (قناة المنقبات) الجديدة بأنها مفتاح للشيطان الرجيم والعياذ بالله، ولا أعرف بماذا توصف قنوات (شخلعني) الأخرى التي تملأ الفضاء اليوم..! الفضائيات أصبحت أكثر من الهم على القلب، بل إن هناك قنوات تفتح اليوم وتختفي غداً، على نظام البقالات ومحلات الخضار التي تعرض للتقبيل مع أول أسبوع مع نسياننا لفكرة (السعودة)..؟! وعلى طاري (محلات الخضار) أعجبني تصويت مجلس مدينة (لوس أنجلس) قبل يومين لصالح حظر استخدام (الأكياس البلاستيكية) في محالات الخضار والفواكه بسبب آثارها الضارة على صحة الإنسان والبيئة، والجميل أننا ما زلنا نضع (الرز والدجاج الحار) في أكياس بلاستيك داخل مطاعمنا.. وأمورنا الحمد لله طيّبة وما عليها خلاف..! وبما أننا تعرضنا لحظر (الأكياس البلاستيكية) فلا أعلم هل سيتم حظر بث (قناة النساء) داخل الأجواء الأوربية بسبب النقاب أيضاً، أم سيعتبر جزءاً من (حرية الإعلام) التي يتشدق الغرب باحترامها..؟! الله أعلم..؟! من الجائز احترام حرية الإعلام بالنقاب، وعدم احترام الحرية في الواقع..! وعلى دروب الخير نلتقي.