قبل أيام شاهدت صورة لطفل يمني يجلس في حجر والدته وعظام ساقيه هزيلة بارزة ولا يوجد عليها من اللحم شيء! مما ذكرني بمجاعة الصومال، وما حدث للأطفال الجياع هناك، صورة الطفل هزَّتني من الأعماق وزرعت في قلبي الحزن والأسى وبعقلي العديد من التساؤلات .أين العالم من أطفال اليمن ؟ وأين الدول المانحة للمساعدات من التحذيرات ونداءات الاستغاثة التي أطلقتها المنظمات الإنسانية قبل سنوات لنجدة الشعب اليمني؟ قبل وقوع كارثة إنسانية شبيهة بما حدث في القرن الإفريقي فمعدلات الفقر والبطالة في أفقر دولة عربية تجاوزت %65 وهناك طفل من بين كل ثلاثة أطفال في اليمن يعاني من سوء التغذية . بالأمس القريب عقد في مدينة الرياض اجتماع أصدقاء اليمن لبحث تداعيات نقص المساعدات الدولية لليمن وخاصة أن البلد مهدّد بأزمة غذائية وشيكة بعد تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية وارتفاع أسعار السلع والخدمات فهناك عشرة ملايين يمني لا يجدون ما يسدّون به رمقهم ورمق عائلاتهم مما دفع بالكثيرين للتسوّل طلباً للطعام، ومن أجل مواجهة تلك الأزمة الإنسانية قدَّمت الحكومة السعودية 3،25 مليار دولار من أصل أربعة مليارات هي حجم المساعدات التي قدمتها الدول المانحة للحكومة اليمنية لمساعدتها في برامجها الاقتصادية وإعادة بناء البنية التحتية . العديد من الخبراء والعاملين في المنظمات الإنسانية في اليمن يرون أن الوضع كارثي وأن البلاد مهدَّدة بالمجاعة ما لم يتمّ تقديم مساعدات كافية فهناك خمسة ملايين يمني بحاجة للمساعدات العاجلة وخاصة الأطفال حيث يعاني خُمْسُ الأطفال اليمنيين من معدلات مرتفعة من سوء التغذية. فهل العالم بحاجة لتكرار تجربة الصومال ونشر صور الأطفال الجياع وهم يُحتضَرون حتى يستيقظ ضميره ويهب لنجدة الشعب اليمني؟