يسير الأشخاص الذين يتمكنون بالكاد من الوقوف على أقدامهم بسبب الجوع لأيام وربما لأسابيع عبر القفار القاحلة للعثور على وجبة طعام ومياه. كما أن كثيرا منهم خرج للبحث عن مساعدة لأطفالهم المرضى. وأسفر الجفاف في القرن الأفريقي والمجاعة في الصومال عن تعريض أكثر من مليوني طفل لخطر المجاعة. ويدخل نحو 10 آلاف شخص من الصومال المصابة بالجفاف إلى دولة كينيا المجاورة كل أسبوع،ويتوجه معظمهم إلى مخيم "داداب" للاجئين والواقع على مسافة نحو مئة كيلومتر من الحدود. ويقول كريستوفر تيدي،وهو متخصص في اتصالات الطوارئ بمنظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف)، لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) إن "الأمر يفطر قلب المرء حقا أن يرى هؤلاء الأطفال وعائلاتهم". وأضاف :"هذه حالة طوارئ تواجه الأطفال،نظرا لأن ما يربو على مليوني طفل دون الخامسة من العمر يعانون من سوء تغذية حاد،بينهم نصف مليون طفل يعانون من سوء تغذية حاد يهدد حياتهم بصورة وشيكة". وتشير اليونسيف إلى إن نحو 470 ألف طفل في جنوب الصومال يعانون من سوء التغذية. وتقدم الوكالة الدعم في صورة مستشارين ومعلمين للأطفال في ثمانية مواقع في مجمع داداب وفي جاليات محلية مضيفة. ويقول تيدي إنه "يتم تخصيص مساحة صديقة للأطفال في خيمة خاصة مصممة لهذا الغرض أو مبنى حيث يمكن للأطفال الحصول على أنشطة ترفيهية". وتشمل الأنشطة ممارسة ألعاب ولوازم خاصة بالرسم والتلوين. وتعتزم اليونسيف تدريب معلمين جدد للمساعدة في الأعداد المتزايدة من الأطفال في "داداب". ويقول تيدي إنه "في أي حالة طارئة،يكون الأطفال هم الأكثر استضعافا. ويعاني عدد كبير من الأطفال المتضررين من هذه الأزمة أحداثا صادمة،ما يؤدي إلى زيادة في التوتر والقلق". وأشار إلى أنه "من المهم التذكر أن تلك العائلات في هذه المنطقة تعاني من آثار الجفاف لسنوات". في الشأن ذاته تطلق منظمة التعاون الاسلامي، ومقرها جدة، خلال شهر رمضان حملة لحشد الموارد بهدف تقديم المساعدات وسيراس الامين العام للمنظمة اكمل الدين احسان اوغلي اجتماعا في اسطنبول في 28 تموز/يوليو الحالي للاعلان عن حملة انسانية طوال شهر رمضان لمواجهة الاوضاع المتفاقمة في العديد من الدول الاعضاء وخصوصا الصومال، بحسب البيان. وسيناقش الاجتماع كذلك "الاوضاع الطارئة والانسانية المتردية في كل من ليبيا واليمن وقطاع غزة وساحل العاج". كما جدد اوغلي دعوته "جميع الاطراف الصومالية لوقف الاقتتال الدائر بينها، والسماح للمنظمات الدولية بالدخول الى الصومال لتوزيع المساعدات في هذه الظروف الاستثنائية". وكان اوغلي اعلن الاربعاء الماضي ان الصومال بات "منطقة مجاعة"، كما كان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون دعا في اليوم ذاته الدول المانحة لحشد طاقاتها موضحا انه يتوجب جمع 1,6 مليار دولار بلا ابطاء لتوفير المساعدة الانسانية. وقال بان كي مون إن حوالي نصف سكان الصومال، اي قرابة 3,7 ملايين شخص، يعانون من أزمة غذاء. وقد اكد اوغلي ان "كارثة المجاعة تطال حاليا اربعة اقاليم في الصومال هي باي وبكول وجوبا وشبيلة السفلى". وكانت الاممالمتحدة في نيروبي اعلنت ان المجاعة تضرب اكثر من 300 الف شخص في منطقتين في جنوب الصومال تسيطر عليهما حركة الشباب الاسلاميين، نتيجة تأثرهما بالجفاف مشيرة الى "اسوأ ازمة غذائية في افريقيا" منذ عشرين عاما.