صَبَّ لهُ الماءَ وقالَ توضأْ يا عبدَالله أنا مثلُكَ عبدٌ للهِ، لِكُلٍّ منا وجهتُهُ، لكنَّا صنوانِ لهذي الأرضِ، وهذا الميدانُ سيشهدُ ميلادَ أُخُوَّتِنا، فارتفعَتْ دقَّاتُ القلبِ المسلمِ: «سيحي سيحي سيحي سيحي.. أنا مسلمْ وأخويا مْسيحي»! (ساحتْ) فاختلطتْ في حُبِّ الأوطانِ دماءٌ لا تعرفُ فَرقاً بين مُخَلِّصِهِمْ ومحمد! وبقلبٍ مفتوحِ لرصاصاتِ الغدرِ الشُّرَطِيِّ اصطفَّ مسيحيُّو الوطنِ الواحدِ خلف صفوفِ (الجمعة)، سوراً بَشَرِياً لا يأبه بالجرذانِ، ولا النيرانِ، ولا الطغيانِ، تشابكتِ الأذرعُ حتى صارتْ خيمةَ عشاقٍ، يا الله...!: مسيحيٌّ يحمي (ظَهْرَ) المسلمِ إذ يركعُ للهِ ويسجدُ؟! يا الله...! في (عصر الجمعة ) يلتفُّ المسلمُ حول (القُدّاس) وتعلو صلواتُ مسيحيي الميدانِ، شبابُ الإسلامِ يُؤَمِّنُ كلَّ كنائسِ إخوتهِ في كلِّ مكانٍ، ينصهرُ الكلُّ ببوتقةِ الوطنِ الواحدِ، يكتبُ أنْ: «جسدُ الثورةِ لا يتجزأ»! اليومَ عرفنا أنَّ الفتنةَ نائمةٌ لا يوقظها إلاّ أمنُ الدولةِ! تتجلى اللوحةُ زاهيةً في ألوانِ الوحدةِ، حتى ينبهرَ العالمُ أجمع! هذا ما رسمته الريشة في الميدان، وأما بعد فلا تسأل: • كيف يخونُ صليبُ الثورةِ كلَّ دماءِ الشهداءِ ويروي صندوقَ الغدرِ لكي يترعرعَ أشواكاً (ناعمةً) تتسلُ في جسد الثورة؟! • كيف تبيعُ امرأةٌ ثدييها كي تأكل ليلاً وإذا طلعَ الصُّبحُ تصيحُ: أنا حُرَّة؟! • أرأيتم ماذا فعل الإعلامُ المأجورُ النائمُ في حضنِ فلولِ المخلوعِ، وصوتِ (لميسَ) المتبجحِ في (CPC)، وال(سيد) في (المحور)؟! • أرأيتم كيف تَورَّمَ (صبّاحي) حتى صار (النائبُ) لقباً لا يكفيه؟!، وأن نجاحَ الثورةِ بقبول المنصب حُلمٌ لا يعنيه؟! • أرأيتم ليبراليي الثورةِ كيف تداعوا ك»الأكلة»: إما أن نخلعَ تاجَ الإسلامِ عن الثورةِ أو فلتذهبْ مصرُ إلى حيث يريد (شفيق)؟! عفواً: سأصمتُ الآن حتى لا أفيق!