علمت “الشرق” أن مسؤولاً أردنياً رفيعاً التقى الكاتب والمفكر الفلسطيني المعروف سلامة كيلة، وهو ناشط ومعارض لنظام الأسد ويقيم في سوريا، وهذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها مسؤول بهذا المستوى معارضاً لنظام الأسد في لقاء واسع. اللقاء الذي تم مساء الجمعة في منزل الناشط اليساري خالد رمضان جمع رئيس مجلس الأعيان الأردني رئيس الوزراء السابق طاهر المصري مع كيلة، وبحضور عدد من القياديين اليساريين وعدد من الكتاب الصحفيين المعروفين في الأردن. ولم ترشح معلومات عن محتوى اللقاء أو طبيعة الموضوعات التي تم التطرق إليها. اللقاء الذي تم بصورة سرية وبتكتم كبير لم يفصح عنه للإعلام لعدم التسبب في أي حرج للمصري، في حين يلتقي كيلة وبشكل مستمر بالعديد من النشطاء الأردنيين المحسوبين على المعارضة، ولكن دون لقاءات مع شخصيات رسمية، رغم أن ترتيبات وصوله إلى الأردن تمت ضمن اتفاق بين السلطات الأردنية والسورية لضمان الإفراج عنه بشرط إبعاده إلى الأردن. ويعرف عن المصري أنه من صناع القرار في الأردن، مما يؤشر على أهمية لقائه مع كيلة، حيث ينأى الأردن الرسمي عن أية علاقة علنية مع أي معارض سوري، حتى من لجأ منهم إلى الأردن. ولا يعرف ما إذا كان هذا اللقاء يفتح الباب أمام لقاءات مماثلة. وكان كيلة تم إبعاده من سوريا إلى الأردن مؤخراً بعد اعتقال دام ما يقرب من أسبوعين، حيث كشف كيلة في تصريحات صحفية عن تعرضه للتعذيب أثناء اعتقاله، كما وجه انتقادات حادة للنظام السوري. يشار إلى أن رئيس الوزراء الأردني كشف نهاية الأسبوع الماضي عن وجود 112 ألف لاجئ سوري في الأردن، في حين سجل منهم ما يزيد قليلاً عن عشرة آلاف كلاجئين لدى منظمات الأممالمتحدة المختصة. ويشدد الأردن على هؤلاء اللاجئين، وخصوصاً البارزين منهم، على عدم ممارسة أية نشاطات علنية سياسية أو إعلامية ضد النظام السوري، حيث تكتفي الحكومة الأردنية باستقبال اللاجئين وتقديم التسهيلات لهم، دون أن تنجر إلى القطيعة مع النظام السوري لاعتبارات سياسية واقتصادية مختلفة.