عاودت الاضطرابات الأمنية الظهور في اليمن بعد هدوء نسبي كانت مختلف المدن اليمنية شهدته الشهر الماضي، ومثَّل تفجير ميدان السبعين الذي قتل فيه أكثر من مائة جندي خلال عرض عسكري قبل أيام باكورة اختلالات أمنية امتدت من الجنوب في عدن إلى الشمال في صعدة مرورا بتعز وصنعاء وغيرها من محافظات اليمن المثخنة بإنفلات أمني متصاعد. ففي محافظة عدن، ارتفعت وتيرة التصعيد بين قوى الحراك الجنوبي والإخوان المسلمين لتصل إلى حد الاشتباكات المسلحة حيث قُتِلَ شخصٌ وأصيب أكثر من عشرين في صدامات مسلحة على خلفية التوتر بين الطرفين منذ الأسبوع الماضي. وهاجمت قوى الحراك مخيمات الإخوان في عدن وقتلت شابا وجرحت آخرين في حين رد الإخوان بعنف مضاد أسفر عن حصيلة من الإصابات تجاوزت العشرين شخصا وحالة من الذعر والخوف في أوساط أبناء المحافظة. وإزاء حالة الانفلات في عدن تقف أجهزة الأمن مكتوفة الأيدي وغير قادرة على فعل شيء نظرا لعدم وجود تعزيزات أمنية كافية. بدوره، حذر مدير أمن المحافظة، اللواء صادق حيد الخميس، في تصريحاتٍ لوسائل الإعلام من اختراقات أمنية تتعرض لها عدن من قِبَل جماعات مسلحة تتمثل في الحوثيين والحراك المسلح وتنظيم القاعدة. وحمَّل مدير الأمن قيادات عسكرية بارزة في الدولة مسؤولية رعاية هذه الجماعات وتسليحها ونشرها في عدن، متهماً قيادات الدولة العليا بالتقصير في الاستجابة لمطالب المحافظة بإرسال تعزيزات أمنية كافية لفرض الأمن فيها. وفي محافظة صعدة التي يحكمها الحوثيون، أعلنت حركة الحوثيين المتمردة أمس الجمعة عن إفشال عملية انتحارية كانت تستهدف مظاهرة خرجت أمس للتنديد ب «التدخلات الأمريكية في اليمن». وقالت حركة الحوثيين في بيانٍ لها إن العملية محاولة يائسة تهدف «إلى إخلاء الساحات والميادين وإنهاء أي وجود ثوري ضد سياسات الظلم والاستبداد»، وتابع البيان «في الوقت الذي خرج فيه عشرات الآلاف من أبناء محافظة صعدة في مسيرة أقدم أحد الانتحاريين المُغرَّر بهم على تفجير نفسه في وسط الجماهير المحتشدة مع بداية انطلاق المسيرة». وأضاف البيان أن الانفجار لم يسفر عن أي إصابات وسط المتظاهرين على الرغم من قوته، متهما حكومة الوفاق بالسعي إلى تفتيت الثورة والاستعانة بالخارج. وفي محافظة تعز التي شهدت العام الماضي أعنف المواجهات بين مسلحي الثورة والقوات الحكومية، وصلت حالة الانفلات الأمني إلى السجن المركزي حيث قُتِلَ اثنين من السجناء وأحد رجال الأمن وفر أربعة سجناء في موجة عنف وصدامات شهدها السجن أمس.وقُتِلَ السجينان أثناء محاولتهما الفرار حيث أطلق أفراد الأمن النار عليهما مما أدى إلى مقتلهما وإصابة ثلاثة آخرين بجروحٍ خطيرة. وفي سياقٍ آخر، كشف تنظيم القاعدة عن هوية منفذ عملية صنعاء التي استهدفت الجيش اليمني وراح ضحيتها 300 جندي بين قتيل وجريح. وقال التنظيم في رسالة نصية تلقاها مراسل «الشرق» في اليمن ووُزِّعَت على الصحفيين، إن منفذ العملية جندي في الجيش اليمني ويدعى هيثم الفرح ولم تذكر الرسالة تفاصيل أخرى. من جانبه، قال المؤتمر الشعبي العام عبر موقعه الإلكتروني إن الجندي الذي فجر نفسه هو من أتباع اللواء علي محسن الأحمر المناهض للرئيس السابق علي صالح، وأضاف الحزب أنه ينتمي إلى الفرقة الأولى مدرع. وتتهم القوى المناهضة لصالح وأتباعه نجل شقيق الرئيس السابق، وهو يحيى محمد عبدالله صالح، أركان حرب قوات الأمن المركزي التي استهدفها التفجير بالتورط في العملية، إلا أنه اتهم معامل تفريخ القاعدة في صنعاء وليس في أبين بالوقوف وراء الحادث في إشارةٍ إلى اللواء علي محسن والشيخ عبدالمجيد الزنداني المتهمين من قِبَل الأممالمتحدة وواشنطن بتمويل الجماعات الإرهابية.