يعتبره بعضنا سادن الأساطير، وآخرون يعتبرونه نصيراً للمرأة، لكنه يفضل بأن يدعوه الجميع “أبو سهيل”. رحل عبدالكريم الجهيمان، الخميس الماضي، عن عامين بعد المئة. رحل أبو سهيل بصمت، كما عاش. أمضى جزءاً كبيراً من حياته في الأسفار، رفقة المؤرخ والكاتب “محمد القشعمي”،الذي لم يكن يحلو له التنقل بدونه، خصوصاً في السنوات العشرالماضية. زارأبو سهيل ورفيقه القشعمي المنطقة الشرقية مراراً، الأحساء والقطيف، وكذلك البحرين، خلال العشرسنوات الماضية، وتردد على رفاقه”عبدالعزيز السنيد، ويوسف الشيخ يعقوب رحمه الله، وعلي باقر العوامي، وآخرين” ليستعيد ذكرياته في مسقط رأس جريدته الأول (الظهران 1954)،التي سميت فيما بعد “أخبار الظهران”، حيث كان رئيس تحريرها الأول، حيث غياب القوانين، “عدم صدور قانون المطبوعات”. قام أبو سهيل بطباعتها في الدمام 1374ه. لم يجف حبرأبوسهيل طيلة مئة عام عاشها يتنقل بين مدن المملكة، حيث الكتاتيب التي تلقى تعليمه الأول فيها حتى 1925م، ومن ثم في المعهد العلمي 1926م. حتى تخرجه 1351، في السنة ذاتها التي وحد فيها المغفور له الملك عبدالعزيز المملكة. ارتبط أبو سهيل بذاكرة الصغير قبل الكبير، فكان يبحث بشكل دائم في الأساطيرحتى صنف (أساطير الجزيرة العربية) في 5 مجلدات، ما جعل اسمه على لسان جميع الأمهات والجدات. وزادت شعبيته بأمثاله التي كان يرددها في جميع المجالس، ووثقها ب10 مجلدات (الأمثال الشعبية). لم تجرؤ كثيرٌمن المؤسسات الرسمية على تكريم الجهيمان، حتى كرمه الملك عبدالله بن عبدالعزيز حينما كان ولياً للعهد عام 1421ه، وذلك باختياره شخصية مهرجان (الجنادرية)، وحينها خرجت كثير من الأصوات لتتحدث عن دورها في تكريم الجهيمان، ولكن أبا سهيل حفظ الود لجميع من قدموا له لحظات جميلة طيلة 95 عاماً سبقت التكريم.