هناك رهبة خفية أشعر بسريانها في عظامي الناحلة، لدرجة أن ركبتيَّ العزيزتين لفرط برودتهما – توشك أن تصطك ببعضهما لهول الموقف، وهذا برأي البعض سلوك “مشين” لكاتب يتعمد نشرعيوبه في لقائه الأول بالسادة القراء! فيما يراه علماء النفس سلوكاً مبرراً، كوني أمارس الكتابة في صحيفة سيارة لأول مرة، وخبراء التخطيط الرياضي يرون موقفي دفاعياً بنظرة تكتيكية تعتمد خطة (6-3-1) فأفضل وسيلة للبدء هي تأمين خطوط الدفاع خصوصاً بعد صفارة البداية. هذه مقدمة أراها كافية، لا لكسر حاجز الجليد بيننا ولكن لئلا تظنوا أن باستطاعتي تغيير العالم وحل المشكلات، فلست شجاعاً لأحمل هذه التركة الثقيلة! ولا أملك عصا موسى – عليه السلام – بيدي، وما أستطيعه ملامسة الجروح من بعيد “أشوفك كل يوم وأروح”، متّبعاً نصيحة “أنوشروان” حين سئل عن الحسنة الجامعة للحسنات فأجاب: “السلامة”! وهو ما يجعلني ألتفت يميناً وشمالاً بكل ما آتاني الله من نعمة البصر قبل الكتابة لكم، فإن رأيت ما يدعو للهرب أطلقت ساقيَّ للريح بكل ما أُوتيته من طاقة، لدرجة أنني ربما حطمت أرقام الجري القياسية للجامايكي “يوسين بولت” تاركاً إياه يستمتع بالميدالية الفضية وما خلفته من غبار!. أعرف أن بعضكم سيضرب أخماساً في أسداس امتعاضاً، متسائلاً عن سر استكتاب الصحيفة لشخصي الحذر؟! الإجابة سأسبقها بتهنئتكم بحلول السنة الهجرية الحالية جعلها الله عام خير وبركة وتوفيق، ولأن مساحة المقال انتهت ستجدون الإجابة عن السؤال السابق في الأعداد القادمة -بإذن الله-.