يتقاضى موظفون سعوديون في مستشفى القحمة العام رواتب شهرية لا تتجاوز ثمانمائة ريال، والبعض منهم يتسلم خمسمائة ريال راتباً شهرياً، حيث يعملون على ملاك شركة وطنية تتولى تشغيل المستشفى. وأكد عدد من الموظفين ل»الشرق» أنهم من سكان القحمة التابعة لمنطقة عسير، ومنهم من هو حاصل على شهادة الثانوية، وآخرين بشهادات أدنى، ومضطرين للعمل، وأضافوا في شكواهم -التي قالوا إنهم أرسلوها إلى صحة عسير-، أنهم استبشروا خيراً بافتتاح المستشفى لتوفيره فرص عمل، بعد أن تعذر قبولهم في القطاعين الحكومي والخاص. وأفادوا أنَّ البعض منهم متزوج ولديه أبناء يحتاجون للكساء والدواء والتعليم والمصاريف الأخرى، وبعد تقدمهم لإحدى الشركات المشغلة للمستشفى تفاجؤوا أنَّ الرواتب ضئلية جداً وتتراوح من خمسمائة إلى ثمانمائة ريال، علماً أنَّ البعض منهم يعمل من عام 1423 ه، أي منذ افتتاح المستشفى. وأشاروا إلى أنَّهم عند مطالبتهم بزيادة الرواتب تمت مواجهتهم بالرفض، وعندما تقدموا بشكوى بدأ منعطف جديد من المعانأة تمثل في تأخر الرواتب لمدة تتراوح بين ثلاثة إلى أربعة أشهر في بعض الأحيان. وألمحوا إلى أنَّهم قدموا خطابات وشكاوى إلى وزارة الصحة ومديرية الصحة بعسير ووزارة العمل ومكتب العمل بعسير دون أن يجدوا حلاً لقضيتهم، مضيفين أنهم يطالبون بمساواتهم بباقي موظفي المستشفيات الأقرب كمستشفى البرك، حيث أنَّ رواتب نظرائهم أفضل منهم على حد تعبيرهم. وتساءل المشتكون لماذا تتعاقد وزارة الصحة مع مثل هذه الشركات ؟.. وهل هي لا تعلم أننا نعاني من ذلك ؟، وأفادوا أنه يُستقطع جزء من رواتبهم لصالح التأمينات شهرياً. وقال محمد عمير، إنه موظف استقبال منذ عام 1426 في الشركة ويتقاضى راتباً مقدارة 637 ريالاً بعد خصم التأمينات، مشيراً إلى أنهم اشتكوا أكثر من مرة، ولكن دون فائدة، مؤكداً أنَّ عدد السعوديين في الشركة يقارب العشرين، لا تتجاوز رواتبهم ثمانمائة ريال، ولا تصرف إلاّ متأخرة، وتأتي ناقصة لخصم التأمينات، مؤملاً بإيجاد حل عاجل لمأساتهم التي ظلت تراوح مكانها سنيناً طويلة. وأكد مريع محمد ويعمل حارس أمن براتب 728 ريالاً منذ عشر سنوات، أنَّ بعض زملائه يتقاضون ستمائة ريال والدوام ثمانية ساعات يومياً، مبيّناً أنه ذهب بنفسه إلى وزارة العمل في وقت سابق بهذا الخصوص فحولت المعاملة إلى مكتب العمل بعسير، وتواصل معهم هاتفياً ولكن لم يسفر ذلك عن نتيجة. وأفاد أنه متزوج ولديه ابنتان وراتبه لا يكفي نهائياً مصاريفهن، كما أنَّ زملاءه يعيشون نفس المعاناة، قائلاً إنه عندما تقدم وزملاؤه إلى مديرية الشؤون الصحية بعسير أفادونا بأن نصبر لأنه من الممكن أن تتغير الشركة. وأشار إلى أنَّ الرواتب تتأخر لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر دائماً، ونعيش معاناة كبرى، متطلعين إلى إيجاد حل عاجل لمعاناتنا، ورفع رواتبنا. من جهته، أوضح المتحدث الرسمي بصحة عسير سعيد النقير ل»الشرق»، أنه لم يرده أي شيء عن شكوى الموظفين، مضيفاً أنَّ المديرية إذا تسلمت الشكوى ستحيلها مباشرة إلى الجهة المختصة وهي إدارة المشاريع للبت فيها. محمد عمير
مريع محمد
ضوئية للشكوى التي قدمها الموظفون
ضوئية لعقد العمل الموقع بين الشركة وأحد الموظفين (الشرق)