التقت «الشرق» نزلاء في سجن بريمان في جدة، واستمعت إلى قصصهم، حيث أبدوا الندم على ما دفع بهم في السجن، متمنين من الشباب أخذ العظة والعبرة منهم، وعدم السقوط في أخطائهم، وذكر المواطن النزيل ( تحتفظ الشرق باسمه) أنه مسجون منذ ثلاثة أعوام ويبلغ من العمر 33 عاماً، في قضية مخدرات، ويشرح ملابسات قضيته للشرق ويقول: « تم القبض علي مع أحد أصدقائي وبحوزتنا خمسة كيلوجرام من الحشيش داخل السيارة، وكنا متجهين بها من جازان إلى جدة، بغرض بيعها على رجل بمبلغ 80 ألف ريال، وحين وصلنا إلى نقطة تفتيش «الشميسي» قُبض علينا من قبل رجال أمن إدارة المخدرات بجدة، وأحلنا إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، فتم تصديق أقوالنا بما نسب إلينا»، مبيناً أنَّه نادم جداً على تعرفه بأصدقاء السوء، الذين ساهموا في إغوائه، ويوضح: « تجارة المخدرات أربحتني المال، وأخسرتني سمعتي ودمرت أسرتي، وأتألم كثيراً حين تزورني أمي في كل عام، قاطعة طريق طويل من جازان إلى جدة، خاصة وأنها مقعدة، فقد سببت لها ولوالدي المتاعب في قربي وابتعادي». ثلاث محاولات انتحار وأضاف أنه خسر عمله كمدرب في أحد المعاهد العسكرية على الآلات الموسيقية، بعد أن كان بارعاً فيه، ويوضح: « طلبت مني زوجتي الطلاق، وكانت لي ثلاث محاولات انتحار، إلا أنَّ دعمي من أهل الخير وقف حاجزاً دون ذلك»، ناصحاً كل شاب بالابتعاد عن رفقاء السوء، راجياً من الله تعالى الغفران وحفظ شباب الوطن من كل شر، ودعا لملك الإنسانية الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بالصحة والعافية. دهس رجل يمني ويقول المواطن: « تحتفظ الشرق باسمه» (26 عاماً)، أنَّه دخل السجن نتيجة تشاجره مع شخص في مكانٍ عام، على «موقف سيارة»، وقال: « قمت بقيادة السيارة بعصبية وبسرعة كبيرة، ودهست رجل يمني الجنسية بدون قصد، توفي على الفور، عندها قمت بتسليم نفسي إلى الشرطة، وبيَّنت لهم ملابسات الحادث، وعدم معرفتي الشخصية بالرجل المتوفى، إلا أنَّ القضية أصبحت جنائية»، مبيناً أنه على مشارف الخروج من السجن الذي دام سنتين وشهرين، وقد خسر وظيفته كمدير في إحدى الشركات. ووجه رسالة إلى أبنائه الاثنين عبر الشرق وقال: « ندمت يا أبنائي على تهوري وأسأل الله العفو، وأحمده على كل حال». ويؤكد الأخصائي النفسي في سجن بريمان محمد الشهراني، على دور المختص النفسي في تقديم الخدمات العلاجية للنزيل، كي يتمكن من الانسجام مع مجتمعه الجديد داخل السجن، مبيناً أنَّ خدمات السجون في تطور مستمر، وأضاف: « يمتد دور الأخصائي النفسي في تعديل سلوك السجين لما بعد السجن أيضاً، ليتسنى له الاندماج مع المجتمع بعد خروجه».