أكد "اللواء د. علي بن حسين الحارثي" - مدير عام السجون - أنّ العاملين في السجون يصرف لهم بدل خطر جراء اتصالهم المباشر بالسجناء، مشيراً إلى أنّ أغلب قضايا السجناء هي قضايا المخدرات. وقال في حديث ل "الرياض" إن المديرية العامة للسجون تعمل على إصلاح النزلاء وتأهيلهم وتحصينهم ضد الأفكار المنحرفة والضالة، كما تتيح لهم فرصة الدراسة بجميع مراحلها حتى التعليم الجامعي، مبيناً أنّ التعليم هو أولى مراحل إعادة التأهيل والإصلاح، مؤكداً وجود اتفاقيات مع بعض الدول لقضاء السجين محكوميته في بلده، وفيما يلي نص الحوار: تعاون مثمر * جميع برامج الإصلاح المقامة داخل السجون مرتبطة بجهات أخرى (شركاء)؛ ما مدى تعاون هذه الجهات من المديرية العامة للسجون لتتمكن من أداء رسالتها على الوجه المطلوب؟ - في هذا الشأن يمكن القول إنّ التعاون قائم ومستمر ويؤتي ثماره حسب ما خطط له فهناك المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني تقوم بالإشراف التام على تدريب السجناء، وهناك اتفاقيات مبرمه كثيرة بين المديرية العامة للسجون وصندوق تنمية الموارد البشرية وصندوق المئوية وبنك التسليف والادخار واللجنة الوطنية لرعاية السجناء وأسرهم، وكذلك العديد من المراكز والجمعيات الخيرية والمصانع المقامة داخل السجون، وقد استفاد عدد كبير من السجناء من الخدمات المقدمة من تلك الجهات حسب ضوابط كل جهة. إلزام والد المفرج عنها بتسلمها وأخذ التعهد عليه بألا يمسها بسوء اكتظاظ السجناء! * ماذا عن مشكلة اكتظاظ السجناء؟، وهل بالإمكان إيجاد جهة معينة أشبه ما تكون بغرفة عمليات مشتركة للاستعجال في البت في قضايا السجناء في وقت قصير؟ - يعد اكتظاظ السجون بالسجناء لكثرة السجناء وضيق المباني وقدمها، حيث سيتم بناء عدد من الإصلاحيات قريباً تستوعب أعدادا كبيرة من السجناء، كما أنّ ارتباط قضايا السجناء بجهات أخرى غير وزارة الداخلية يعد جزءاً من المشكلة. المشروعات التطويرية * بدأتم في تسلم موقع بطريق الجنوب لإقامة إصلاحية ومعاهد للسجناء نريد بعض المعلومات عن هذا المشروع وأهدافه ومساحته وتكلفته الإجمالية؟ - تنهج وزارة الداخلية، ممثلة في مركز المشروعات التطويرية والمديرية العامة للسجون، خطة إنشاء إصلاحيات للمحكومين بفئات مختلفة وذات طاقات استيعابية متفاوتة، وذلك بهدف تحقيق أعلى معدل ممكن في حقوق الإنسان وكرامته مع الاهتمام بجميع الجوانب الإصلاحية والنفسية للنزيل، كما روعي في اختيار مواقعها أن تكون قريبة من ذوي النزلاء في جميع مناطق المملكة، وقد صممت الإصلاحيات وفق المعايير الدولية، ومن ذلك استحداث سمة وطابع مميز لمبانيها يوازن بين مقومات الأصالة المعاصرة ويعكس الطبيعة الوظيفية للمشروع، وينسجم مع الطابع الموحد لمرافق ومباني وزارة الداخلية، كما يهدف التصميم إلى تحقيق الاحتياجات الوظيفية للمشروع وإلى تطبيق المعايير التصميمية القياسية الدولية واستخدام أنسب النظم الهندسية مع مراعاة النواحي الاقتصادية وتوفير استهلاك الطاقة، والتقليل من تكاليف التشغيل والصيانة، إضافة إلى مراعاة النواحي الأمنية وتوفير المراقبة المباشرة، وكذلك الفصل بين مسارات الحركة للسيارات والمشاة وبين الموظفين والمراجعين والزوار والنزلاء، إضافة إلى توفير أكبر قدر ممكن من المرونة مع مراعاة التوسع المستقبلي والأخذ في الحسبان متطلبات الأمن والسلامة. اللواء.د.علي الحارثي العمل خارج السجن * يقال إنّ هناك خططا لتمكين السجناء من العمل خارج السجن بالتنسيق مع مكتب العمل، أليس من الأجدى تمكين السجين "الموظف الحكومي" من أداء مهام وظيفته، وعودته للسجن بعد انتهاء ساعات الدوام وفق ضوابط معينة في بعض القضايا حوادث السير والديون بدلاً من البحث عن عمل للسجين لدى مكتب العمل؟ - إنّ لائحة تمكين السجناء من العمل خارج السجن تم إقرارها بموجب الأمر السامي الكريم رقم 8761/م ب وتاريخ 2/12/1427ه وفق ضوابط محددة؛ ومن هذه الضوابط أنّ تكون الوظيفة وفق أعمال القطاع الخاص وأن تكون غير ميدانية لتسهل متابعته. بدل خطر * هل هناك بدل خطر في تواصل العاملين بالسجناء؟ وما أكثر القضايا لنزلاء السجون، وكيف تتعاملون مع تداعيات مخرجات السجون؟ - يصرف للعاملين بدل خطر جراء اتصالهم المباشر بالسجناء، وأكثر قضايا نزلاء السجون هي قضايا المخدرات. تأثير السجناء * هل هناك تأثير لسجناء قضايا القتل والمخدرات على النزلاء الآخرين، وكيف يتم احتواء ذلك؟ - نود أن نؤكد بهذا الصدد أننا لا نشعر أن هناك تأثيرا لسجناء قضايا معينه على سجناء قضايا أخرى، بل إنّ السجون والإصلاحيات لدينا تحاول حسب الإمكانات المتاحة بكل سجن أو إصلاحية تطبيق معايير التصنيف المتعارف عليها، وتقديم ما يمكن تقديمه من برامج ومناشط مختلفة لتشمل جميع فئات النزلاء كلما كان ذلك ممكناً وذلك من خلال البحث والدراسة والمتابعة لتشخيص، وتقويم حالاتهم وإيجاد الحلول المناسبة لمشكلاتهم وبوضع البرامج العلاجية والوقائية والمناشط الثقافية والدينية والرياضية والمهنية وخلافُها التي تتوافق مع ظروف كل حالة وإمكاناتها وبما يساعد على تكيفهم وإعادة تأهيلهم أعضاء صالحين في مجتمعهم، والمسألة في هذا الإطار لا تخضع لتوعية قضية محددة بحكم حركة الدخول والخروج المستمر، ويمكن أن نشير في هذا الإطار إلى أن هناك تعاونا وتنسيقا مع اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم "تراحم" وفروعها بمختلف مناطق المملكة في هذا السبيل، بحكم أن هناك دورا تكامليا لخدمة نزلاء السجون والمفرج عنهم وأسرهم حيث تعمل السجون خلال فترة قضاء محكومية النزيل داخل السجن على رعايته وتأهيله بالوسائل الممكنة والمتاحة، وبما يتوافق مع إمكاناته وقدراته والعمل على إعادته لمجتمعه عضواً صالحاً، وخلال ذلك وفي نفس المسار تعمل اللجنة الوطنية لرعاية السجناء وفروعها بمختلف مناطق المملكة على رعاية أسرته ومساعدتها لاحتواء ولى أمرها أو أبنها بعد خروجه وبذل الأسباب الممكنة لإعادة تكيفه في مجتمعه، والبحث له عن فرصة عمل تشعره بقيمته وأهميته وتساهم في القضاء على أوقات فراغه وحمايته كلما أمكن ذلك من الانتكاسة لا سمح الله والمسألة عموماً تحتاج إلى جهود تعاون من المؤسسات المجتمعة المعنية، وتقبل من أفراد المجتمع لهذه الفئة من أبنائه لما فيه خير وصالحهم واندماجهم في أحضان مجتمعهم ووطنهم. تهريب المخدرات * تردد في الآونة الأخيرة وجود مخدرات داخل بعض السجون، كما نشرت بعض الصحف عن محاولة رفقاء السوء تزويد السجين للممنوعات في أروقة المحاكم، فما هو تعليقكم؟ - هناك بعض ضعفاء الأنفس يقوم بمحاولة إيصال المخدرات لبعض السجناء وذلك بطريقة غير مباشرة، وهي أن يتم وضع المخدرات في (دورات المياه) داخل المحاكم، وعندما يحضر السجين إلى المحكمة يطلب الدخول إلى (دورة المياه)، وعند دخوله يتم أخذ المخدرات، وذلك بالتنسيق المسبق بين السجين وضعفاء الأنفس الذين يقومون بجلب المخدرات لذلك الموقع، وعند خروج السجين من دورات المياه يتم تفتيشه إذا أمكن في حينه أو عند عودته إلى السجن وقبل دخوله إلى العنبر المخصص، علماً أن هناك تفتيشا لدورات المياه قبل دخول السجناء لها، وعند وجود أي ممنوعات يتم مراقبة السجين حتى يتم ضبطه بالجرم المشهود، ويوجد مواقع في المحاكم سواء كانت صالات أو مكاتب يتم وضع السجناء فيها للانتظار حتى يتم طلبهم من قبل القضاة، ويقوم بعض ضعفاء النفوس بوضع المخدرات في تلك المكاتب أو الصالات في موقع مخفي بتنسيق مسبق بين السجين ومن يقوم بإحضار المخدرات، وعند حضور السجين يقوم بالجلوس في الموقع المتفق عليه ويقوم السجين بأخذ المخدرات، وبعد عودته إلى السجن يتم تفتيشه قبل دخوله العنبر المخصص له فيتم ضبطه وبحوزته الممنوعات؛ علماً أن هناك من يقوم بتفتيش مواقع انتظار السجناء قبل دخولهم لها، وعند ضبطهم لأي ممنوعات يتم مراقبة السجناء حتى يتم ضبطهم بالجرم المشهود، وإحالتهم للجهات المختصة لمعرفة من قام بإحضار الممنوعات لتلك المواقع وقد تم ضبط سجناء بذلك. فتيات الجنح * يرفض بعض أولياء الأمور تسلم بناتهم ممن زلت أقدامهن في بعض الجنح بعد انتهاء محكومياتهن في أحيان كثيرة.. ما دور إدارة السجون في معالجة هذه المعضلة؟ - صدر بهذا الخصوص توجيه صاحب السمو الملكي النائب الثاني وزير الداخلية بتطبيق ما تقضي به الشريعة الإسلامية من إلزام والد الفتاة باستلامها وحفظها بعد أخذ التعهد عليه بأن لا يمسها بسوء. تعليم السجناء * هناك تعاون بين السجون وإدارات التعليم وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم، ما نوعية هذا التعاون وانعكاسه على النزلاء؟ - نستطيع القول بهذا الصدد أن التعليم هو إحدى الركائز التي تعتمد عليها المديرية العامة للسجون في إعادة إصلاح النزلاء وتأهيلهم؛ فهو ضرورة ملحة لتنمية وتطوير القدرات العقلية والفكرية لأفراد المجتمع، خاصة نزلاء السجون الذين هم أحوج الطبقات الاجتماعية لتعلم والتحصين ضد الأفكار المنحرفة والضالة؛ فالمديرية تحرص على إتاحة الفرصة للنزيل للالتحاق بأحد المراحل الدراسية بدءاً من محو الأمية وصولاً إلى الجامعة سواء أكان ذلك عن طريق الانتساب أو التعليم عن بُعد، وذلك حسب مؤهلات النزيل العلمية، وتتولى وزارة التربية مهام التعليم في السجون وقد نصت المادة (18) من نظام السجن والتوقيف الصادر بالمرسوم الملكي رقم 2/31 وتاريخ 21/6/1398ه على ذلك، كما يوجد مدارس تقريباً في كل سجن يطبق فيها مناهج وزارة التربية والتعليم تكون الدراسة فيها مسائية وتقوم وزارة التربية مشكورة باختيار أفضل المدرسين وتشرف إدارات التعليم بشكل مباشر على سير الدراسة وإجراءات الامتحانات، وتقوم المديرية العامة للسجون بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بتذليل كل الصعاب لمواصلة النزلاء تعليمهم مؤمنين بأن التعليم خطوة أولى في طريق إعادة التأهيل والإصلاح. دور الهيئات الخيرية * بعض السجناء وأسرهم يعانون ضائقة مالية واضحة وهناك حالات إعسار، والسؤال: هل هناك مساهمات من رجال الأعمال وأهل الخير لمساعدتهم وفك هذه الضائقة التي تلم بهم؟ - يتم التنسيق مع الهيئات الخيرية وأصحاب رؤوس الأموال لتفعيل إيرادات حساب لجنة السداد عن سجناء الحقوق الخاصة؛ ممن تنطبق بحقهم الضوابط وتزويد كل متبرع أو مساهم ببيان يوضح أرقام وصور أوامر الدفع والصرف وعدد السجناء المستفيدين من تبرعه، وتمكينه من الإطلاع على ثمرات مساهماته المباركة، أما ما يتعلق بأسر السجناء فإن اللجنة الوطنية لرعاية السجناء تقوم بجهد جيد حيث يصرف للأسر إعانات تقديرية ومواد غذائية وملابس حسب ما هو متوفر لدى اللجنة.