أثار الحوار العابر الذي دار بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس العام لرعاية الشباب والمهندس/ فهد الغانم حول توسعة استاد الأمير عبد الله الفيصل في جدة الرأي العام خصوصاً عندما ذكر المهندس تكلفته البالغة 90 مليون ريال لرفع سعته من حوالي 17 ألف مقعد إلى 32 ألف، والتي أثارت استغراب الملك عبدالله الذي تساءل عن سبب انخفاض التكلفة وهل هي مرتبطة بوجود بناء من عدمه؟ وذلك عند وصول الملك عبدالله لحضور المباراة الختامية على كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال. على النقيض، كانت الساحة في تويتر تتعاطى بشكل سريع من قبل الجماهير والمتابعين والإعلاميين الرياضيين وغير الرياضيين من مختصين وغيرهم لتقييم توسعة التسعين مليوناً وهل هي بالفعل قليلة أم لا لمثل هذه التوسعة، وتم تداول الأراء والأرقام المختلفة في أكثر من هاشتاق شهدت تفاعلاً كبيراً ذلك الحين بين من يراها كثيرة ومن يراها تكلفة مبالغاً فيها. There was a problem with the blakbirdpie shortcode بغض النظر عن التفاعل الطبيعي مع هذه القضية، إلا أن الأرقام العلمية الموثقة تظل دائماً هي الفيصل لمثل هذه المقارنات، وهذا ما طرح بعضه الدكتور حافظ المدلج ممثل الإتحاد السعودي في رابطة دوري المحترفين ورئيس لجنة التسويق في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في عدة تغريدات كان أبرزها: There was a problem with the blakbirdpie shortcode There was a problem with the blakbirdpie shortcode There was a problem with the blakbirdpie shortcode There was a problem with the blakbirdpie shortcode وفي هذه التدوينة أرغب أن أقدم صورة أدق بعض الشيء عن تكلفة الملاعب في العالم. فبحسب تقرير شركة (كي بي إم جي KPMG) والذي يقدم نظرة على الملاعب الأوروبية لعام 2011، فإنه كلما زادت سعة الملعب ارتفع متوسط تكلفة المقعد الواحد، وذلك يعود لارتفاع تكلفة البناء لدعم المدرجات العليا، إضافة للبنية التحتية الضرورية للخدمات المساندة الأخرى. كتوضيح لهذا، فإن الرسم البياني التالي يقدم متوسط تكلفة المقعد الواحد باليورو (اليورو = 4.9 ريال) للملاعب ذات السعة الضخمة (60 إلى 80 ألف مقعد)، وذات السعة الكبرى (40 إلى 60 ألف مقعد)، والمتوسطة (20إلى 40 ألف مقعد)، وأخيراً الصغرى التي تقل سعتها عن 20 ألف مقعد. وذلك في مسح قامت به الشركة على 40 ملعب بنيت حديثاً منذ عام 2005. أما الجدول التالي فهو يبين تكلفة المقعد في ملاعب مختلفة في أوروبا باليورو (العمود الأخير). وإذا عدنا لتوسعة استاد الأمير عبدالله الفيصل، فإن التكلفة التي ذكرت على هامش المباراة النهائية هي 90 مليون لزيادة سعة الملعب من قرابة 17,000 كرسي إلى 32,000 كرسي (أي بزيادة 15,000 كرسي) لتكون تكلفة توسعة الملعب للكرسي الواحد حوالي 6,000 ريال (1,224 يورو) وهو ما يقل عن تكلفة الكرسي في الملاعب المذكورة سابقاً –مع الأخذ بالحسبان أنها ملاعب جديدة وليست توسعة-. وهنا قد نضطر لمقارنة هذه الملاعب باستاد الملك عبدالله الجديد في جدة، والذي سيستوعب 60,000 متفرج بتكلفة 2 مليار ريال كما يتداول، أي أن تكلفة المقعد الواحد ستراوح 33 ألف ريال سعودي (6,953 يورو) مما يضعه في مصاف الملاعب الأعلى تكلفة. ماذا عن التوسعة؟ سأورد هنا مثالاً حياً، ملعب ستامفورد بريدج معقل نادي تشيلسي اللندني، يتسع لقرابة 42,000 متفرج، النادي يسعى لتوسعته لتبلغ مساحته الاستيعابية 55,000 متفرج (أي بزيادة 13 ألف مقعد) أو بناء ملعب جديد كلياً بسعة 60,000 متفرج، التوسعة بحسب الموقع الرسمي للنادي والتي قدمت من قبل الشركة الاستشارية أوضحت أن التكلفة التي سيتحملها النادي للمقعد الواحد ستتجاوز بمتوسطها 20,000 جنيه أسترليني (أكثر من 118 ألف ريال/مقعد)، وذلك كون أحد الجهات التي سيتم توسعتها ستكلف 22 ألف جنيه للمقعد، فيما ستكلف الجهة الأخرى 19,600 جنيه للمقعد، وهذه تضم في عملية حسابها مصاريف إدارية عديدة، وخسائر محتملة بسبب إغلاق بعض المدرجات لموسمين، إلا أن تكلفة بناء المقعد الواحد قد تم تحديدها في التقرير بخمسة آلاف جنيه استرليني (6,180 يورو أو 29 ألف ريال سعودي). ختاماً، لست ضليعاً في علم الهندسة ولا العمارة، ولكن تقنعني الأرقام التي تعطيني انطباعاً إن كان ما سمعته ضمن نطاق المعقول أو يتجاوزه. مع كل الأمل أن نشاهد التوسعة واستاد الملك عبد الله الجديد في أقرب فرصة.