تعمدت تأخير الكتابة عن مؤتمر “بناء الملاعب” الذي شاركت فيه في عاصمة الرياضة العالمية “الدوحة”، وذلك لرغبتي باختزال التجربة في مساحة المقال، ولكنني أعترف بأن الموضوع يحتاج أكثر من مقال، وسأكتفي اليوم بالحديث عن محاضرة “أندري ساتوري” من شركة “KPMG” التي كلما شاركت في مؤتمر وجدتها الاسم الأبرز في الدراسات والتنظيمات المالية المرتبطة بالرياضة، فأشعر بالفخر لأنها من أوائل شركاء رابطة دوري المحترفين السعودي في مرحلة التأسيس وحتى اليوم. يقول “ساتوري”: إن بناء الملاعب ليس عمل المصمم والمهندس فقط، بل يجب أن يأخذ بالاعتبار احتياجات العميل الذي سيرتبط بهذا الملعب كمستثمر أو منظم أو مستخدم، فبعض الملاعب تبنى على حساب شركة يسمى باسمها إلى الأبد (ريبوك – ملعب بولتون) أو إلى حين (الإمارات – ملعب الأرسنال لمدة 15 عاماً)، وعلى المصمم أن يراعي متطلبات هذا المستثمر وكيفية إبراز اسمه. والجهات المنظمة للمباريات والبطولات التي يحتضنها الملعب لها كلمة هامة في كيفية التصميم، فعلى سبيل المثال يشترط (فيفا) أن يدخل الفريقان من مدخل واحد تحت المنصة الرئيسية، ولا ننسى الأندية واللاعبين والجماهير فإن مطالبهم واحتياجاتهم تشكل حجر الأساس لبناء ملعب مثالي يحقق طموحات الجميع. وقد قدم “ساتوري” مفارقة عجيبة بين ملعب آرسنال وملعب يوفنتوس من حيث التكلفة بالنسبة للمقعد الواحد، حيث يتسع ملعب الإمارات (آرسنال) ل60,335 بكلفة 7,292 يورو للمقعد الواحد، بينما كانت سعة ملعب يوفنتوس 41,000 بتكلفة 2,927 يورو لكل مقعد، وفي ذلك أفضلية للقدرة التفاوضية للطليان على الإنجليز، مع احتمال تدخل العوامل الأخرى كالفخامة والموقع الجغرافي وغيرها، إلا أن الملفت للنظر أن عوائد تشغيل ملعب الإمارات تمثل 41% من دخل النادي وهي النسبة الأعلى عالمياً. تغريدة – tweet: يعاتبني البعض بتكرار الحديث عن التجربة الأوروبية، ولذلك أذهب قريباً إلى ملعب “محمد بن زايد” لنادي “الجزيرة” الذي كلف 200 مليون درهم (40 مليون يورو) وهو يتسع 42,056 متفرج أي أن تكلفة الكرسي الواحد 950 يورو فقط لا غير، وهو إنجاز يسجل للأشقاء في أبوظبي ويجعلني أكرر مطالبة أنديتنا بالبحث عن راع يتكفل بقيمة ملعب مماثل يحمل اسم الشركة لمدة محددة، مثلاً “ملعب موبايلي” لمدة 10 سنوات يكلفها 20 مليون ريال بالسنة – يا بلاش – وعلى منصات الملاعب نلتقي،،،