يقسم يوسف المهنا الملحن الكويتي المرتبط بالجمال والنجاح، دوما، إقامته الدائمة بين الكويت والقاهرة، ومن هذا التجوال الذي تعترضه أسفار عمل أو استجمام جانبية عدة التي يجيء في مقدمتها التشيك، حيث يقضي أجمل أوقاته مع العائلة كما يقول، يستلهم المهنا فنه وموسيقاه وإبداعاته التي بدأت تناغم وجدان أبناء المنطقة منذ نهاية ستينيات القرن الماضي عندما التقت موسيقاه مع حنجرة شاب ماثله في الفن والطموح والأدوات هو طلال مداح في سامرية (يطلع ذراعه)، ومن ثم جاءت إبداعاته في بداية السبعينيات مع محمد عبده في (أبعاد كنتم وإلا قريبين، في الجو غيم) وغيرها الكثير. يوسف المهنا الذي طارح أبناء جيله مثل طلال مداح ومحمد عبده وغيرهما الغرام الفني، كان أجمل ما يشار إليه أن يوسف المهنا صاحب إبداع منثور في الحناجر العربية في كثير من الأمكنة والأزمان، لذا كان لقاؤنا هذا معه في الكويت التي يتواجد فيها اليوم قادما من القاهرة وفي طريقه إلى جمهورية التشيك، ثم العودة مبكرا إلى القاهرة لتنفيذ الكثير من الأعمال الجديدة والخطوات وهنا يقول: نعم أحدث الخطوات التي أنا بصددها اليوم بعد عودتي إلى القاهرة، الاستعداد للمشاركة في مهرجان تكريم الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن في الدوحة 20 أكتوبر المقبل، حيث أعكف الآن على تلحين عملين من أشعاره تعتبر أولى الخطوات العاطفية بيننا وهي (إلا عيونك) والأخرى سامرية بعنوان (ليت الهوى) بعد أن سبق التعامل بيننا في مرحلة ما بعد تحرير الكويت في نص عن الأسرى لحنته لصوت سناء الخراز (يرجعون.. يرجعون)، عموما المشوار طويل مع بدر إلا أن العمل المشترك بيننا لا يعبر عن طول هذا المشوار. • التقينا قبل فترة في القاهرة، تقول إن هناك الكثير من الأعمال الجديدة التي أنت بصددها؟ نعم، أنا اليوم بصدد مشروع تحديث إبداعات كثير من إنتاجات التاريخ الجميل في حياة الفن الخليجي منذ الخمسينيات والستينيات، حيث سنقدم إبداعات هؤلاء الكبار بشكل جديد ولتوزيع جديد (منوت) ولكن على شكل جلسات، وبالفعل بدأنا مراحل التنفيذ وانتهينا من تصوير بعض هذه الأعمال، والمفاجأة هنا أننا بدأنا مع الاسمين الكبيرين عبدالكريم عبدالقادر من الكويت وأحمد الجميري من البحرين في تسجيل ألبومين يضمان اختيارات من أجمل ما قدما إلى جانب ألحان أخرى لي وللزميل الراحل محمد شفيق وأعمال سبق أن لحنها طلال مداح -رحمه الله- لعبدالكريم عبدالقادر، إلا أنها تقدم هنا على شكل جلسة. وستذاع أولى الأغنيات التي صورت (كليب) لأحمد الجميري بعد غد الجمعة من خلال قناة وناسة وهي أغنية (شنشني شنشني.. يا مطر رشني) وهي بمطلع تراثي قديم من خلال الكثير من الحناجر في الجزيرة العربية، إلا أن اللحن هنا وضعه الراحل محمد شفيق ووضع النص على هذا المذهب التراثي الشاعر النديم الذي يبدأه ب(رشني رشه.. تنتعش ذا الورود) الأغنيات التي ستطرح في الED عددها ثمانية للجميري كذلك ثمانية في البوم عبدالكريم عبدالقادر. • لحنت لكثير من الفنانين العرب وقدمت أصواتا جديدة للساحة لأول مرة، بأي هذه الاصوات تحتفظ سجلاتك؟ نعم، كثيرة هي الأصوات التي قدمتها ولكن ليس بالضرورة أن أكون أول من قدمها أو آخر من قدمها، فمن الأصوات التي أعتز بتقديمي لها في ساحة الغناء العربي صوت المغربية أسماء لمنور والمطربة أمنية أيضا التي أعد لها أعمالا جديدة، ربما تضمن ذلك أشعارا لسعود شربتلي ومنصور الشادي وغيرهما. وكنت قد قدمت أيضا المطربة اليمنية أروى التي نشأت لدينا في الكويت حتى نشأتها الفنية أيضا، وبالمناسبة هي مرتبطة بي بعقد احترام طويل الأجل، هي من الأصوات التي أعتز بها وهي بتعاملها المصبوغ بالاحترام لتجربتنا المشتركة جعلتني أتعامل معها باحترام أكثر بلا شك. وهي فنانة تحترم تجارب جيل أساتذتها بشكل كبير وأذكر أنها جاءتني في منزلي في القاهرة بالفنانة الكبيرة والرائدة لور دكاش قبل رحيلها بأقل من عام، حيث جمعتنا أمسية كلها من الفن الأصيل. وكثيرات غيرها من الفنانات والفنانين الشباب في عالمنا العربي. كما أنني أعتز بتجاربي المشتركة مع فنانين أدخلت في مشوارهم مع الفن.. النغم الخليجي مثل نادية مصطفى في (بكل لغات العالم.. احبك والله العالم) وأنا الآن بعد عودتي إلى القاهرة بصدد الانتهاء من البوم يضم جديدي بأصوات نسائية ثلاث هن نادية مصطفى والسورية وعد البحري ومطربة أوبرا إسكندرانية شابة سمية وجدي والألبوم يتنوع في الملحنين كما في أصواته حيث سألحن في الألبوم إلى جانب ألحان لمحمد شفيق وأخرى لطلال مداح -رحمهما الله- لدي أربعة ألحان ولحنين لمحمد شفيق ولحن لطلال مداح.. • انتشر اسم ابنكم الفنان المخرج يعقوب المهنا في ساحة الفضائيات كواحد من أبرز أسماء الفيديو كليب، إلى أي مدى خدم اسم يوسف المهنا اسم يعقوب؟ هنا السؤال غير معقول وروده لأن الاهتمامات الفنية بيني وبين يعقوب متباينة وغير متوائمة فهو في مجاله من الممكن أن يعلمني إذا ما أردت الخوض في الإخراج وأنا أعلم (ابوه.. يضحك) إذا ما كان الموضوع متعلقا بالموسيقى والغناء. • ألا ترى أنفترة عدم التعامل بينك وبين محمد عبده طالت كثيرا لا سيما أن بينكما ابداعات كبيرة منذ الأمس مثل (اللي يبينا، نسيتيني، أبعاد وغيرها) كذلك مع طلال مداح مثل ( بيد الظمأ، طيب) وغيرها، أليس من جديد يجمعكما؟ كلما التقيت ومحمد عبده تتجدد خطوات العمل المشترك بيننا ولا نكاد نخرج من جلسة ما إلا بفكرة جديدة ولكن ظروف التنفيذ واحتياج الوقت من كلينا لهذه المهمة هو ما يعيق المواصلة بيننا، عموما من الجميل أن أتحمد الله على سلامة زميلي محمد عبده من العارض الذي أصابه أخيرا.