الرياض – خالد الصالح من يريد أن يعرف كيف أنفقنا أموالنا فليأتِ إلينا رئيس التحرير عضو في مجلس إدارة الهيئة ولا يتخذ قراره بنفسه قياساً بالهيئات الصحافية الخليجية والنقابات العربية نحن الأفضل وعد أمين عام هيئة الصحفيين السعوديين، عضو مجلس إدارة الهيئة، الدكتور عبدالله الجحلان، بأن يبني المجلس الجديد للهيئة، الذي انتخب أمس الأول، على التأسيس السابق في الست سنوات الماضية، متمنياً أن يحقق للصحفيين كثيراً من تطلعاتهم. وشدد الجحلان، في حوار مع «الشرق»، على أن المجلس لن يستطيع أن يقدم شيئاً وحده، ما لم يتعاون معه الصحفيون أنفسهم. وأوضح وجود قصور في عمل الهيئة، أرجعه إلى أن كل عمل بشري لابد أن يتخلله القصور، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الهيئة ترفض جحود فضلها، الذي قدمته للصحفيين، من خلال الوقوف معهم في عدة قضايا خاطبت فيها الجهات المختصة، إلا أن تلك الجهات لم تتعاون مع الهيئة في ذلك. بدءا من النهاية * - بماذا تعدون الصحفيين من خدمات حقيقية في هذه الدورة لمجلس إدارة الهيئة؟ - وعودنا لهم بأن يتم البناء على التأسيس السابق في الست سنوات الماضية من وضع الأنظمة والأطر، وأتمنى أن نحقق للصحفيين كثيراً من تطلعاتهم، وأقول إن المجلس مهما كانت نوعيته، فلن يقدم شيئاً وحده ما لم يشهد تكاتف الصحفيين معه. تبرعات * - كيف يتم صرف الميزانيات السنوية للهيئة؟ - في الغالب، تكون ميزانيتنا من التبرعات، أو من رسوم العضويات فقط، ولذلك ليس لدينا أي دخل آخر، وكان لدينا أمل أن تصرف الإعانة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين، وهي عشرة ملايين ريال للجمعيات المهنية، ولا أعتقد أن هناك جمعية مهنية أكثر من هيئة الصحفيين السعوديين، ولكن لم تصرف حتى الآن من قبل وزارة المالية، لا نعلم ما السبب وراء ذلك. تعاون مفقود * - ما سبب النقد الذي يشن على الهيئة؟ - الذين انتخبوا لإدارة مجلس الهيئة قيادات صحفية لها احترامها ووزنها في المجتمع، والذين صوتوا لهم هم كذلك صحفيون، وقادرون على أن يبذلوا ويعملوا لأجلهم، فإذا كان الصحفي لديه القدرة بأن يسهم مع أعضاء مجلس الإدارة، يجب أن يكون الصحفي في هذه الحالة قريباً منهم، ومسانداً لهم في اللجان، بمعنى أن 12 شخصاً لا يكفون للنهوض بكل ما يتطلع إليه الصحفيون، ويجب أن يأتي الصحفيون كذلك إلى الهيئة ويقولوا للمجلس نحن نريد هذا، ونرفض ذلك، وكذلك يأتي الصحفي ويقول: أريد أن أعمل في الهيئة، لأنهم هم من يستطيعون أن يدفعوا لنجاح هذه الأعمال، وهم الذين يجب أن يقدموا النقد الهادف لزملائهم أعضاء مجلس الإدارة، كذلك يجب أن نعلم أن هناك كثيراً من الأمور التي تُفعل العلاقة بين الصحفيين والأعضاء، بأن يكون هناك لقاء دوري مستمر، وهذا ما نعمل عليه خلال الدورة الحالية، لتقييم تجربة وأداء المجلس كل فترة، وكذلك تقديم بعض المقترحات، أو نقد بعض الأداء، مما يسهم بالدفع في المرحلة المقبلة للهيئة، وعند الحديث عن التقصير فهو بلا شك حاصل لدينا، وأعتقد أن كل عمل بشري يتخلله القصور، لكن أقول إذا كان الصحفي قريباً من الهيئة ومجلس الإدارة، يجب أن يجبُر هذا التفاعل والحضور من تقصير الهيئة، للإسهام في أعمالها وتقديم المقترحات لها، وتقديم النقد مباشرة للمجلس، ولا نستطيع أن نبخس حق الهيئة، حيث إنها دعت مدير عام الخطوط السعودية في أحد أنشطتها، وطرحنا عليهم تقديم تخفيضات لتذاكر الصحفيين، لكنهم لم يتجاوبوا معنا إلى الآن، ولم يطبقوا ما وعدونا به، وهنا لا تعود المشكلة إلى الهيئة، بل إلى هذه الجهات غير المتعاونة. وقضية سلم الرواتب للمحررين، والعلاوات التي يحصلون عليها، وتحفيزهم مادياً ومعنوياً، وتقديم الدورات لهم، وكتبنا خطابات عدة لوزارة الثقافة والإعلام، وناشدنا المؤسسات الصحفية لتحسين أوضاع العاملين لديها، لكن الهيئة لا تستطيع أن تفرض قراراتها على الجهات المختلفة، ومطالباتنا فعالة، وما زالت مستمرة في تحسين أوضاع الصحفيين قدر المستطاع، ويجب أن تتحسن، حيث إننا نعتقد أن الصحفيين يحتاجون لالتفاتة خاصة من المؤسسات الصحافية، وفرص من وزارة الثقافة والإعلام لتحسين الكادر الوظيفي، وتدرجهم في التنقلات. وما أتحدث عنه، وما أعنيه، أنه لا يجب أن يبقى الصحفي في مسمى وظيفة واحد وثابت، على الأقل أن يتصاعد سلم الراتب لدى المحرر في كل سنة، مثل ما هو معمول به في بعض المؤسسات الصحافية. مشكلة الدعم * - ما نسبة رضاك عما حققته هيئة الصحفيين؟ - بصفتي قريباً من الهيئة، أمنحها سبعا من عشر درجات، بحكم الواقع، وبحكم عدم وجود أي مشاركة من الصحفيين، وبحكم عدم وجود دخل ثابت للهيئة، وبحكم الظروف المحيطة، كما أنني لم أبالغ في هذه النسبة، ولو كان إسهام الصحفيين ملحوظاً ودخلوا معنا، ولو تم تأمين الموارد للهيئة، وتم تفعيل بعض الدورات والحوافز، لتفعيل الجائزة السنوية للهيئة، التي تمنح للصحفيين، والتي وضع لها أكثر من نصف مليون ريال سنوياً، لذا فإننا لم نستطع أن نجازف ونمنحها مرة واحدة ثم نتوقف، حيث إننا نريد أن يكون البذل من المجلس المقبل لتعزيز هذا الرافد، وأن تكون هناك حلول بأن تكون هناك بعض الوكالات التي تنظم بعض الأعمال للهيئة، وأن نجلب بعض الرعايات من قبل المؤسسات العامة، لترعى مناسباتنا مقابل عائد مادي لعله يسند مهامنا. الصحفيون المتعاونون * - 60% من الصحفيين في المؤسسات متعاونون. ماذا عملتم لجعلهم متفرغين في مؤسساتهم الصحفية؟ - بحثنا وضعهم في الحقيقة، والمفروض أن يكون لديهم نسبة حضور حتى في مجلس الإدارة، وأن يكونوا ممثلين فيه، ومن المفترض أن نساعد هؤلاء المتعاونين على التفرغ إذا كانوا كفاءات عالية، وأن تهيأ لهم الظروف ويتفرغوا. ومن الخسارة أن يبقى هؤلاء متعاونون، ويجب أن يتفرغوا للمهنة. ويفترض على كل المؤسسات الإعلامية أن تشجع على تفرغ محرريها، وتعمل عليه، وبدورنا وجهنا خطاباتنا لوزارة الثقافة والإعلام لفرض أمر على المؤسسات الصحفية بجعل المتعاونين لديها متفرغين، وقد حثتهم لإتاحة الفرصة للصحفيين للتفرغ بشكل أكبر، لكن ربما لظروف الجهتين، ظروف المؤسسة الإعلامية، وظروف الصحفيين أنفسهم، الذين لا يريدون أن يرتبطوا ارتباطاً كاملاً في الصحافة، ليكسبوا راتبهم الأساس من خلال عملهم الأساس في جهة عملهم الأولى. التفرغ للهيئة * - هل صحيح أن عدم تفرغ أعضاء مجلس إدارة الهيئة لها، ساهم في التقصير في متابعة أعمال الهيئة؟ - مجلس الإدارة ينتخب من الصحفيين، وجميع الصحفيين لديهم أعمال، وفي تصوري الشخصي أن معظم النقابات الصحفية في العالم أعضاؤها غير متفرغين، لأنهم إذا تفرغوا تماماً للعمل في هيئاتهم، فهذا يعني أنهم ليسوا بصحفيين، وأصبحوا إداريين، والمفترض هنا أن يعمل في الهيئة صحفيون، سواء كانوا من مجلس الإدارة، أو في اللجان الأخرى، إلا الكوادر الإدارية العاملة في الهيئة التي تتطلب تفرغا. استكثار الرسوم * - هناك من يطالبكم بإرجاع أموالهم التي دفعوها للهيئة، لأنها لم تقدم لهم شيئاً، ويطالبون بمعرفة على ماذا أنفقت؟ - الذين يرون أن المال الذي دفعوه هو استثمار مادي في الهيئة لا يجب أن يدخلوا في الهيئة، لكن استثمارنا بأن ننشئ مظلة تجمع الصحفيين، والذين يريدون استرداد أموالهم، هم أنفسهم يريدون أن نقوم بحمايتهم، أو مساعدتهم إذا وقع عليهم ظلم، ثم لا ينتسبون للهيئة، ويطالبونا بأن نحميهم، ويستكثرون علينا 250 ريالاً. وهناك صحفيون يطالبون الهيئة بمساعدتهم رغم أنهم ليسوا أعضاء فيها. الذين قدمت لهم الهيئة خدماتها غير منتسبين لها، إلا شخص واحد فقط، فلماذا يطالب الصحفيون بهذه المطالبات؟ وفي حال أرادوا معرفة فيم أنفقناها؟ ليأتوا إلينا ويروا بأنفسهم فيم صرفت، فهذه المبالغ زهيدة جداً، ولا تكفي حتى لمصاريف كهرباء هذا المبنى، وأنا أستغرب جداً مثل هذا الكلام غير الواقعي، وأدعو من يطالب بمثل هذه المطالبات أن يأتي لنطلعه على ماذا أنفقنا هذه الأموال «ريالاً على ريال»، فنظام الهيئة يطلب أن يعرف كل صحفي ماذا دخل لجيب الهيئة، وماذا صرف من هذا الجيب، ويحق لأي صحفي بأن يأتي في أي يوم ويناقش في هذه التفاصيل. مبنى الهيئة * - بالنسبة لمبنى الهيئة، يقال إنه مبنى فارغ مضموناً، وفارغ من الأنشطة، ومغلق أغلب الأوقات، وخالٍ من الكوادر؟ - مبنى الهيئة هو مفخرة للصحفيين، ونعتز به، ويجب أن يُحييه الصحفيون أنفسهم، الذين يطلقون عليه هذه التهكمات، وحقيقة أنه غير مغلق، هو يغلق من الساعة الثانية إلى الساعة الخامسة مساء، أما جميع الأوقات، بالإضافة إلى يوم الخميس، فهو مفتوح، وخصص مكان لتقديم المشروبات مجاناً لمن يأتي، والاستفادة من خدمة الأنترنت، وقراءة الصحف، وهناك بعض النشاطات الرياضية التي ستكون في جناح من أجنحة المبنى قريباً في الدورة المقبلة. وأما عن الدورات فهي موجودة، وأستغرب أن يقال مثل هذا الحديث. * - هل تعتقد أن هذه الصورة النمطية في أذهان كثير من الصحفيين ستتغير في الدورة الحالية؟ - أتمنى ذلك، ولن يتغير شيء إلا إذا كان الصحفيون أكثر فعالية مع الهيئة، وأن يكفوا عن تذمرهم. أفكار الأعضاء * - بعض الأعضاء السابقين في مجلس الإدارة تقدموا بأفكار ومقترحات لإقامة عدد من الفعاليات، لكن لم يتم الأخذ بها؟ - غير صحيح أبداً، وأتحدى أي شخص تقدم بمقترحات، ولم نأخذ بها، لكن هناك محددات خاصة بالتدريب، وتتمثل في أمور عدة يجب أن تتوافر في الصحفي، حيث إننا في الهيئة لا نريد أن نكون نسخة لأقسام الإعلام الموجودة في المملكة، ومنهج الهيئة في التدريب أن تقدم للصحفيين التدريب النوعي، وأي مقترح إذا توافرت فيه شروطنا ومعاييرنا نعمل عليه ونتقبله بصدر رحب. مساندة المفصولين * - كم عدد الذين وقفتم معهم فيمن فصلوا فصلاً تعسفياً؟ - هناك بعض الحالات في جانب الفصل، والتي باشرناها، فبعضهم لم يفصلوا من قبل الصحيفة، وإنما جاء الفصل نتيجة تجاوز صحفي في عمله، لأمور خارجة عن إطار الصحافة، وهناك أحد الصحفيين فصل من جهته نتيجة موقف معين، وتقدمنا له وخاطبنا هذه الوسيلة وأُعيد إلى عمله كما كان، وبالنسبة لقضية التعسف فكل رئيس تحرير يتمنى أن يكسب، ويستقطب مهارة صحفية، حيث إن المهارة الصحفية يصعب تعويضها، والذي يخسر في هذه الحالة الصحيفة نفسها، وليس الصحفي، حيث إن الصحفي سيجد مكاناً أفضل من مكانه السابق مستقبلاً. ونحن لدينا محامٍ تبرع أن يقدم خدماته القانونية للصحفيين مجاناً، وقد قدم خدماته لكثير من الصحفيين. لجنة لبحث القضايا * - بعض الصحفيين لا يريدون أن يتقدم رؤساء تحرير الصحف التي يعملون فيها لرئاسة المجلس، لتخوفهم من عدم إنصافهم، ويتساءلون: كيف ينصفهم من تسبب في طردهم من الصحيفة؟! - رئيس التحرير مجرد عضو في مجلس إدارة الهيئة، وهناك لجنة تبحث مثل هذه القضايا، وتقدم تقريرها لمجلس الإدارة، ولرئيس تحرير الصحيفة الفلانية، ويكون الرد منه مكتوباً، دون أن يشارك رئيس التحرير المعني في المناقشات التي تُجرى، بل فقط يقدم ما وثقه على الصحفي، ويتم اتخاذ الرؤية من قبل أعضاء مجلس الإدارة كافة، دون تدخل رئيس التحرير. ليسوا أفضل منا * - هل تقارن أداء هيئة الصحفيين السعوديين بالهيئات الخليجية والنقابات العربية الأخرى؟ - مقارنة بالهيئات الصحفية الأخرى، وبالرغم من كونها أقدم منا، وبالرغم من إمكانياتها المادية الكبرى، إلا أنهم ليسوا بأفضل منا، بل إن هيئتنا الصحفية هي الأفضل.