الشاعر الباحث عن صورة «هيجل» عبر اللغة والقصائد – هذا الذي يرغب في أن يبدو «بقناع شجرةٍ خضراء»- اقتادني من أهداب القلب إلى الزرقة، وها أنذا منذ تلك اللحظة «أغطس يوميّاً، ناخلاً بأصابعي البحر، لعلّي أجد نفسي»!.. وهو نفسه الذي حرّض عصافير الروح كي تكسر قفص الجسد وتحلّق في البعيد مبتهجةً تصنعُ الأعياد حينما وصف حبيبته «ليدا» بأنها «قطعةٌ صغيرةٌ آسرة» وإنه لهذا السبب «يبقى العالمُ أجمل»! وهو الذي جعلني أستحيلُ شجرةً بكاملِ جنونِ خضرتها بمجرد خروجي من بهو أحد نصوصه الفارهة، ألم يقلْ: «بلفاعٍ أخضر عصّبتُ عيون الأشجار وسألتها أن تمسكني في الحال وقد اهتزّتْ أوراقُها من الضحك».. إنه الشاعر الروماني المدهش مارين سوريسكو الذي أصدرت له «مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر «بالقاهرة مختارات من شعره بقي أن أقول إن الترجمة قام بأعبائها العذبة الشاعر العراقي الفذ عبدالكريم كاصد، صاحب «نزهة الآلام»