قال قائد كتيبة مشعل التمو في الجيش السوري الحر في مدينة خان شيخون، المقدم محمد إدريس، ل “الشرق” إنه تم استهداف المتظاهرين في ساحة المدينة أثناء تشييع الشهيد أحمد فطراوي من قِبَل كتائب الأسد بالرشاشات الثقيلة والمتوسطة. وأضاف إدريس أن عدد القتلى تجاوز ال 50 شهيدا وأكثر من 100 جريح، موضحا أن إطلاق الرصاص وقذائف الدبابات انهمرت على المشيعين بحضور المراقبين الدوليين حيث أصيبت إحدى سياراتهم بقذيفة “ب م ب”. وذكر إدريس أن المراقبين بخير ولم يصب أحد منهم بأذى لكن لم يستطيعوا سحب سياراتهم بسبب القصف المستمر، وأنهم لم يستطيعوا إجلاء الجرحى، كما بقي جثمان الشهيد أحمد فطراوي عند قوات الأسد. وأشار إدريس إلى أن وسائل إعلام الأسد بدأت تروج أن العصابات المسلحة اختطفت المراقبين الدوليين، في محاولة لتبرير القصف على المدينة، وأكد أن الجيش الحر يحافظ على حياة المراقبين ويحميهم ويعرض عليهم إيصالهم إلى أي مكان يرغبون في الوصول إليه. إلا أن المراقبين أصروا على الخروج بسياراتهم. في سياقٍ متصل، بيّن الطبيب الميداني أبو زياد ل “الشرق” أن المشفى الميداني في خان شيخون عاجزٌ عن تقديم الإسعافات الأولية لكل هذا العدد الكبير من الجرحى وأن بعضهم ما زال في الساحة، وأضاف أنهم نقلوا بعض الجرحى إلى قرى مجاورة، ووجه أبو زياد نداءً عاجلا للتبرع بالدم في محاولة لإنقاذ الجرحى. من جهة أخرى، استمر القصف المدفعي والصاروخي لليوم الثالث على التوالي على مدينة الرستن، وهي أحد معاقل الجيش الحر في محافظة حمص، وقالت تنسيقية الرستن، في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، إنه يسقط على المدينة بمعدل ثلاثة صواريخ في الدقيقة. وناشدت التنسيقية العالم التدخل لإيقاف القصف الذي أدى إلى تدمير عشرات المنازل فوق رؤوس سكانها، وقدرت عدد الجرحى بالعشرات، وأفادت بأنه لا يتوفر لديهم مسعفون أو أدوات طبية وأن المشفى الميداني يغص بالجرحى. ودارت معارك عنيفة أمس الأول بين كتائب الأسد والجيش الحر في المدينة، في محاولة لإعادة السيطرة على المدينة، وأفادت التنسيقية بسقوط أكثر من 65 جريحا، كثير منهم في حالة خطرة، كما أفيد عن استشهاد الملازم أول أحمد إبراهيم أيوب أثناء صد الهجوم وكذلك استشهاد المقاتل خالد الطويل. وقال الناطق باسم التنسيقية أن لجنة المراقبين الدوليين تقف بالقرب من مدينة تلبيسة (على بعد 10 كلم جنوب الرستن) على الطريق الدولي بينما تطلق كتائب الأسد النار بشكل عشوائي لمنعهم من الوصول إلى الرستن. وأوضح قائد لواء رجال الله، إياد الديك، أنهم شنوا هجوما معاكسا ضد قوات الأسد واستطاعوا تحرير موقع مفرزة الأمن العسكري وتدمير دبابة وعربة “ب م ب”، وأكمل أن الجيش الحر استطاع تدمير عدد من الدبابات وأسر عربتين مصفحتين وعدد من جنود الأسد وسقط أكثر من 20 قتيلا بين صفوف المهاجمين. بدوره، قال الناطق الرسمي باسم المجالس العسكرية في سوريا، العقيد قاسم سعد الدين، إن أكثر من 350 قذيفة سقطت على الرستن وأدت إلى تهدم حوالى 40 منزلا، وأضاف “لكن الجيش الأسدي منهار ويشهد العديد من الانشقاقات”. وفي مدينة القصير، أفاد ناشطون أن انشقاقا حدث في قرية الزيارة بقيادة ملازم أول وسبعة عناصر من حاجز “التنمية” مما أدى إلى اشتباك بين العناصر المنشقة وقوات الأسد تكبد فيها الطرف الثاني خسائر كبيرة.