استقبلت مدينة الرستن أمس المراقبين الدوليين بقيادة العقيد المغربي أحمد حميش بمظاهرة ممن تبقى من أهاليها، الذين نزح أغلبهم بعد حصارها واستهدافها بالقصف المدفعي والصاروخي اليومي. واجتمع وفد المراقبين مع ضباط الجيش الحر في المدينة والناطق الرسمي في المنطقة الوسطى العقيد قاسم سعد الدين والناطق الإعلامي في الرستن مرهف الزعبي وأعضاء من تنسيقية المدينة. وقال الناطق الإعلامي مرهف الزعبي إثر الاجتماع ل”الشرق”: إنهم رافقوا المراقبين في جولة في المدينة واطلعوهم على حجم الدمار الذي خلفه قصف كتائب الأسد، كما شاهدوا بأم أعينهم الدبابات المدمرة داخل شوارع المدينة التي توضح حقيقة مواجهة المظاهرات بالسلاح الثقيل. وقال الزعبي، إن العقيد حميش أكد أن مهمتهم تنحصر في التأكد من وقف إطلاق النار، وسحب الآليات الثقيلة، إلا أننا أطلعناهم على تمركز الدبابات والعربات القتالية والأسلحة الثقيلة في محيط المدينة كما سمعوا إطلاق النار من رشاشات متوسطة أثناء وجودهم. وأضاف الزعبي: أطلعناهم على حجم الدمار الذي تعرضت له المدارس والمنازل كما المشافي، كما شاهد المراقبون المشفى الوطني الذي حولته كتائب الأسد إلى ثكنة عسكرية ومقر لقيادة العمليات، وعبروا عن دهشتهم لما رأوه من حجم الدمار واستخدام الأسلحة الثقيلة لقمع المظاهرات السلمية. وأوضح الزعبي أن المراقبين رفضوا توثيق أي شيء بالكتابة أو الصور وأنهم اكتفوا بالمشاهدة، كما رفضوا حمل رسالة من أهالي الرستن موجهة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مفادها ” أن لا تتحول سوريا إلى ساحة حرب لتصفية حسابات إقيلمية ودولية برعاية القوى العظمى، وأن لا تكون سوريا ساحة حرب باردة جديدة ما بين قوى كبرى من الشرق والغرب” كما استشهدت الرسالة ” بتقرير الأمم المتحد للتنمية البشرية صدر عام 1998، الذي ورد فيه أن عدد ضحايا الحروب الصغيرة ازداد في تسعينيات القرن الماضي من 5% إلى 90% كما قتل أثناء الحرب الباردة 32 مليونا في 146 حربا صغيرة” وتوجهت الرسالة للأمين العام بالتساؤل حول سر حماية نظام الأسد وعدم مساعدة الشعب السوري الذي يتعرض لأبشع أنواع القتل والتهجير القسري والتدمير المنهجي طيلة عام كامل أمام مرأى العالم.