ينظم في الإمارات معرض “تعابير صامتة”، الذي يضم 47 لوحة فنية رسمتها مجموعة من النساء ضحايا الاتجار بالبشر، وسيذهب ريعه إلى مركز إيواء النساء والأطفال الذي يوفر الرعاية للضحايا. المعرض من تنظيم مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون ومراكز إيواء النساء والأطفال، وهو مقام في معرض الغاف للفن التشكيلي في أبوظبي حتى 17 مايو. ويراوح سعر اللوحات بين 300 وخمسة آلاف درهم (بين 80 دولارا و1400 دولار). وقالت هدى الخميس كانو مؤسسة مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون لوكالة فرانس برس “بيعت اللوحات جميعها – بعد ساعة واحدة من افتتاح المعرض – والجمهور الذي حضر يمثل كل إنسان لا يقبل الظلم، ويؤمن بالعدالة، ويبحث عن العيش بكرامة. ومن يقتني هذه الأعمال يساهم في إعادة تأهيل الضحايا، ويمنح الأمل لمن قال لا”. ويقدم مركز إيواء خدمات السكن والرعاية الصحية والنفسية والقانونية للنساء والأطفال ضحايا الاتجار بالبشر، ويحافظ على سرية المعلومات المتعلقة بهم وبهوياتهم. ووقعت كل امرأة لوحتها بأحرف اسمها الأولى، وأشير إلى إلى بلدانهن بتحديد القارات فقط، مثل آسيا وأفريقيا وأوروبا. وتكشف الأعمال المنفذة على القماش، وبألوان الإكريليك، والزيت، ومواد أخرى، عمق المعاناة التي مرت بها النساء الضحايا، وإن كانت ألوانها مبهجة. وهي تعبر في الوقت ذاته عن أمل متجدد في حياة مختلفة. فقد كتبت إحداهن (32 عاماً) تحت لوحتها التي تظهر فيها أربعة وجوه رجالية كئيبة تحيط بقلب هو وجه امرأة “تركت بلدي لأساعد زوجي وعائلتي، ومع ذلك اعتدي علي أربعة رجال، لماذا أنا؟”. وتحت لوحة غنية بالألوان كتبت ابنة الأربعة عشر عاما “رغم أن عائلتي باعتني قبل عامين، إلا أنني أحبها، وأحلم بالعودة إليها”. ورسمت شابة في الثامنة والعشرين الشخص الذي باعها في صورة أقرب إلى رجل العصابات في أفلام الرسوم المتحركة، وفي يده مسدس، وكتبت “لم أكن أتخيل أني سألتقي بأناس مثلهم”. وعلى خلفية بنية داكنة، رسمت شابة تبلغ من العمر 30 عاماً غصن شجرة بأوراق خضراء مضيئة، وكتبت “كل ما حولي مظلمن لكنني أرى بصيص الأمل”. ويأتي المعرض تتويجاً لستة أشهر من التعليم الفني والتدريب الإبداعي للنساء في مركز إيواء تحت إشراف الفنانة التشكيلية البريطانية جنيفر سايمون، التي عملت مع أكثر من 30 امرأة تراوح أعمارهن بين 14 و40 عاماً لتحفيز إمكانياتهن الفنية للتعبير عن معاناتهن وتوصيل صوتهن بدون كلمات. وأوضحت المديرة التنفيذية لمركز إيواء سارة شهيل لوكالة فرانس برس “نعمل في المركز على التخفيف من الضغط النفسي الذي تعاني منه الضحايا عبر تعليمهن مهارات فنية، فمعظمهن لم يمسكن الريشة من قبل غير أنهن عبرن عن أنفسهن ببراعة”. وسبق للمركز أن أقام بازارا للضحايا العام الماضي، وقدمت فيه الضحايا العديد من الأعمال اليدوية الحرفية، والتي بيعت أيضاً وذهب ريعها للضحايا. واعتبرت شهيل “أن القضاء الإماراتي صارم تجاه جرائم الاتجار بالبشر، فالعقوبة في القانون تتراوح بين السجن خمس سنوات والمؤبد في حال الإدانة بالاتجار بالبشر، وهذا ما ساعد على الحد من الظاهرة”. وقدم مركز إيواء الذي افتتح العام 2008 تحت مظلة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ويغطي مناطق أبوظبي والشارقة ورأس الخيمة، العون لأكثر من 166 امرأة وطفلاً من ضحايا الاتجار بالبشر منذ العام 2009. وهو قادر على استيعاب ما مجموعه 130 نزيلاً دفعة واحدة. من جهتها، قالت الفنانة جنيفر سايمون لوكالة فرانس برس إن “التواصل كان صعباً مع بعض الضحايا بسبب اللغة، لكنهن تجاوبن معي وتفاعلن مع مشاعرهن غير المحكي عنها، وهذه طريقة علاجية لإطلاق التعبير بدون كلمات، خاصة أني لا أعرف حكاياتهن مسبقاً، ولم أسألهن عنها”. أ ف ب | أبوظبي