المؤسسة العامة للخطوط الحديدية تعاني أياماً صعبة بعد تعطل قطاراتها الجديدة التي كلفت 612 مليون ريال، هذه القطارات التي لم يتغير زيت محركها تعطلت، أسئلة عديدة تطرح نفسها، ما المشكلة، لماذ تعطلت القطارات؟ هل القطارات جديدة فعلاً؟ من المسؤول؟ أسئلة يجب على المؤسسة الحديدية الإجابة عنها بشفافية. بعد الساعات التي أمضاها 140 مواطناً في قلب الصحراء بعد تعطل القطار ومكيفات الهواء به. في تصريح لمصدر بالمؤسسة العامة للخطوط الحديدية «إن سبب توقف قطار الركاب رقم (3) المتجه غرباً من الهفوف عند الساعة5:40 صباح اليوم الأربعاء وعلى متنه 141 راكباً، كان بسبب عطل مفاجئ في محركات القطار، ما أدى إلى تعطل أجهزة التكييف، وقد قام قطار الركاب رقم (1) المتجه غرباً من الدمام إلى الرياض بقطر القطار المتعطل إلى أحد التخازين القريبة ثم تم نقل ركاب القطار المتعطل جميعهم إلى القطار رقم (1)، حيث واصل رحلته إلى الرياض ووصل إليها عند الساعة 11:58 متأخراً قرابة ثلاث ساعات، وقد تم إعطاء الركاب وجبات مجانية وتوفير جميع متطلباتهم مجاناً». شكراً للمؤسسة الحديدية على الاهتمام بالمواطنين من خلال الوجبة المجانية، فعملية إعطاء وجبة مجانية هي مشتركة بين قطاعاتنا من الخطوط السعودية للحديدية، وكأن المواطن السعودي يعاني في وطنه من مجاعة لا من تردي خدمات تلك القطاعات. مدير المؤسسة الحديدية صدر عنه هذا التصريح «إن صفقة شراء هذه القطارات تعطي الحق للمؤسسة في المطالب بالتعويض عن الأضرار التي لحقت بها جراء توقف هذه القطارات، وتعطيها الحق في إلغاء الصفقة». نتمنى أن يكون هذا الكلام صحيحاً لا مجرد كلمات لذر الرماد في العيون ومحاولة تخفيف الرأي العام المحتقن من جراء عملية الشراء الفاشلة بجميع المقاييس. صفقة المؤسسة الحديدية أو فضيحتها هي أمر يجب الوقوف عليه والتحقيق فيه بشفافية كاملة من خارج المؤسسة مثل هيئة مكافحة الفساد وهيئة الرقابة والتحقيق والمباحث الإدارية، للتأكد ومعرفة الأسباب الحقيقة التي جعلت قطارات قيمتها 612 مليوناً تتعطل بعد أقل من شهر على استلامها. في خبر نشرته جريدة «الشرق» (http://www.alsharq.net.sa/2012/05/09/275755) كشفت الشركة المصنعة للقطارات (كاف الإسبانية) عن 11 ملاحظة في القطارات الجديدة التي تسلمتها المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، أبرزها في البرمجيات والمحرك والفرامل. 11 ملاحظة في قطارات جديدة تطرح السؤال حول أهلية هذه الشركة ومدى كفاءتها. أتمنى من كل قلبي أن تتحلى المؤسسة الحديدية بالشجاعة وتقيم مؤتمراً صحفياً تطرح فيه كل التساؤلات المطلوبة، من الذي اختار الشركة ولماذا؟ ما الأسباب الحقيقية لتعطل القطار؟ ما الإجراءات التي ستتخذها المؤسسة لتلافي مثل هذه التعطلات مرة أخرى؟ تلك هي تمنيات لن تحدث لأن المؤسسات الخدمية تعوّدت على عدم التبرير بسبب عقلية الحرس القديم المعشش داخلها الذي يرى المواطن خادماً للمؤسسة لا عميلاً تجب خدمته من قِبلها.