يقرؤها: عبدالمحسن يوسف يرسمها: معتصم هارون 1 التقيته أكثر من مرة وفي أكثر من مكان.. المرة الأولى كانت في الطائف، والثانية في العاصمة الرياض حيث كان الشتاء قارصاً وبعد ذلك توالت اللقاءات.. 2 .. حاد جدا هو، وساخر جدا.. .. ولديه حساسية من ( الصرصار الطويل).. ولهذا كتب قصته الجميلة ( أغنية للصرصار الطويل) 3 لا يحب المتأنقين الذين يبالغون في التأنق كما لو كانوا خارجين من متحف الشمع ولا يحب الزائفين الذين يهملون الجوهر العميق، ويكترثون بالمظهر العابر ... 4 حين يتحدث يضغط على الحروف وكأني بها تحدث صريرا تحت أسنانه، وكأنه يعبّر عن غيظه مما يحدث على صعيد الواقع من تفاهات وحماقات ومزايدات وادعاءات وأكاذيب .. 5 باسل في التعبير عن رأيه، يصدع بما يراه صدقاً وحقاًّ.. حين يفصح عن قناعاته لا يتلفت كالخائفين، ولا يتردد كالزائفين، ولا يبلع ما يقول! 6 مبدع كبير في حقل القصة القصيرة الحديثة.. يكتب بلغةٍ جميلة هي إلى الشعر أقرب، بيد أنه لا يدع الحدث يفلت من بين أصابعه و لا يدع النص السردي يغرق في تداعيات غير مجدية بحيث تثقل قامته الرشيقة.. 7 أذهلتني مجموعته القصصية الرائعة «وجوه كثيرة، أولها مريم».. التي ضمنها هواجسه كمثقف وكاتب تقتفي أثره العيون ويستبد به القلق كما ضمنها اكتراثه العميق بالإنسان، ومصائره.. أحزانه، ومكابداته... 8 إنه المبدع الرائع / جارالله الحميد هذا المقمر أبداً هذا الشامخ بقامة نخلة، الذي تعلمنا على يديه أسرار الفن الحقيقي وحياكة اللغة العالية...