طمأنت السعودية أمس العالم باستمرار الإمدادات النفطية، حتى في حال سريان عقوبات دولية على حظر النفط الإيراني. وجاءت التطمينات السعودية من وزير البترول السعودي علي النعيمي بعدما قال أمس الأربعاء في طوكيو إن الإمدادات في سوق النفط ستظل جيدة حتى بعد سريان عقوبات دولية جديدة على إيران، نظرا لوجود ما يصل إلى 1.5 مليون برميل يوميا من المعروض النفطي الفائض عن الطلب في السوق العالمية. وتسري عقوبات أمريكية وأوروبية على صادرات النفط الإيراني في يونيو حزيران ويوليو تموز، تهدف لحرمان طهران من عائدات النفط وإرغامها على وقف برنامجها النووي الذي يرتاب الغرب بأنه يهدف لإنتاج أسلحة. وتصدر إيران نحو 2.2 مليون برميل يوميا وتذهب معظم الكمية لآسيا في سوق عالمية حجمها نحو 89 مليون برميل يوميا. من جهة أخرى، تراجعت أسعار النفط إلى 112 دولار، في طريقها إلى المائة دولار، وهو السعر الذي يسعى منتجو ومستهلكو النفط في العالم إلى الوصول إليه ومحاولة الاستقرار عنده. وأرجع خبراء نفطيون واقتصاديون تحدثوا ل»الشرق» أسباب هذا الانخفاض إلى الأحداث التي شهدها العالم في الأسبوع الماضي فيما يتعلق بمنطقة اليورو، حيث يواجهه البرلمان اليوناني شديد الانقسام صعوبات لتشكيل ائتلاف في ظل معارضة المرشح اليساري لرئاسة الوزراء لبرنامج إنقاذ ضروري للاقتصاد، مؤججا بذلك المخاوف بشأن ما إذا كانت منطقة اليورو ستستطيع اجتياز أزمة الديون؟ ما أثّر سلبا على الأسهم والسلع الأولية. وأضافوا أن ارتفاع مخزونات الاحتياطات النفطية الأمريكية، وارتفاع مؤشر البطالة الذي يؤثر بشكل كبير على معدل استهلاك الوقود بشكل كبير كانا سببا آخر في انخفاض الأسعار، إضافة إلى فوز الحزب الاشتراكي في انتخابات فرنسا الأخيرة». وكان خام برنت قد تراجع إلى 112 دولارا أمس الأربعاء ليسجل أكبر موجة خسائر له في نحو عامين مع تجدد المخاوف بشأن الطلب على الوقود جراء عدم التيقن السياسي في منطقة اليورو المثقلة بالديون وارتفاع مخزونات النفط في الولاياتالمتحدة، كما شهد سعر خام برنت تراجعا بخمسين سنتا إلى 112.23 دولار للبرميل، مواصلا انخفاضه للجلسة السادسة على التوالي في أطول موجة خسائر منذ منتصف 2010. وكان برنت أغلق عند 112.73 دولار وهو أقل سعر تسوية لعقد أقرب استحقاق منذ الثاني من فبراير شباط، فيما هبط الخام الأمريكي 66 سنتا إلى 96.35 دولار. وقال جوناثان بارات الرئيس التنفيذي لشركة بارات بوليتين لأبحاث أسواق السلع الأولية في سيدني «أصبح اتجاه السوق تنازليا على نحو بالغ السرعة وذلك نتيجة لما حدث في أوروبا. وأكد ل«الشرق» المحلل النفطي والخبير الاقتصادي الدكتور راشد أبانمي أن الأحداث الحالية التي تؤثر على أسعار النفط تعتبر أحداثا متوسطة وقصيرة المدى، حيث يعتبر فوز الاشتراكيين في فرنسا بكرسي الرئاسة قد ساهم بشكل فاعل في انخفاض الأسعار، إضافة إلى المضاربات التي تسعى إلى الوصول بالأسعار إلى مستويات منخفضة ومن ثم الانطلاق مرة أخرى بالأسعار إلى مستويات مرتفعة. وأوضح أبانمي أن الأحداث الحالية والأسعار التي يمر بها سوق النفط في العالم لن تكون بنفس المستوى الذي ستشهده السوق بعد تطبيق قرار الحظر على النفط الإيراني في شهر مايو المقبل. وفي ذات السياق قال ل»الشرق» المحلل والخبير النفطي الكويتي حجاج بو خضور أن هناك مجموعة من الأحداث شهدها الأسبوع الماضي أثرت بشكل كبير على انخفاض أسعار البترول، حيث شكل قرار الاتحاد الأوربي المتضمن رفضه عدم خفض الفائدة التي يتقاضاها البنك المركزي في عدم دعم الأسعار ما جعل الأسعار أكثر ليونة لتكون في وضع منخفض أو قابلة للانخفاض مستقبلا. وأضاف بو خضور» لعبت المؤشرات الأمريكية التي لم تكن جيدة، خاصة فيما يتعلق بارتفاع معدل البطالة دورا هي الأخرى في خفض الأسعار الناتجة، لن يكون هناك زيادة في الطلب في حال عدم توفر وظائف بشكل كبير». وبين بو خضور أن ارتفاع مستوى المخزونات الأمريكية عما هو متوقع أثر بشكل كبير على الاسعار، مشيرا إلى أن المضاربين من جهتهم يسعون إلى تأسيس الأسعار عند مستويات منخفضة للانطلاق بقوة من جديد إلى الأعلى، مبينا أن جميع ما ذكر من أسباب رسمت مسارا لأسعار النفط تماشيا مع الفترة الزمنية الحالية». تتجه أسعار النفط إلى الانخفاض (الشرق)