أعلن أمس المعارض السوري نايف أيوب شعبان في شريط مصور عن تأسيس البرلمان السوري المؤقت في إشارة لقيام الجمهورية الثانية بعد أن قام الآباء المؤسسون بتأسيس الجمهورية الأولى في ظل الاحتلال الفرنسي. وعدد شعبان الذي يترأس البرلمان ويقوم بمهمة الناطق الرسمي جملة من القرارات التي اتخذها هذا البرلمان ومنها إلغاء الدستور الحالي وإعادة العمل بدستور عام 1953، إضافة إلى حل حزب البعث وإحالة قياداته من الصف الأول والصف الثاني ممن يثبت اتهامه إلى القضاء، وإعادة جميع ممتلكات الحزب إلى الدولة. وأعلن شعبان الذي لم يعرف عنه سوى اعتقاله في بداية الثورة السورية عن البدء بتشكيل اللجان التنفيذية لهذا البرلمان ودعوة كافة الأحزاب والهيئات المنخرطة في الثورة للمساهمة في تشكيل هذه اللجان وتشكيل لجنة الدفاع الوطني وتأسيس قيادة للأركان وبناء جيش التحرير الوطني. وكان المعارض السوري مدير الشبكة العربية العالمية غسان إبراهيم المقيم في لندن نوه قبل ذلك في لقاء مع قناة العربية: بأن الشعب السوري قرر استعادة زمام الثورة إلى الداخل. وسوف نشهد خلال ساعات قليلة ولادة جسم من الداخل السوري سوف يقود الثورة من مرحلة الثورة الشعبية إلى مرحلة ثورة المؤسسات وثورة الدولة مما سيقلب كل الموازين عبر إعادة تجربة تاريخية كان الشعب السوري عاشها للخلاص من الاحتلال الفرنسي. واعتبر إبراهيم هذا الإعلان بمثابة خريطة طريق من الداخل، والذي سيكون عبر مأسسة الثورة لملء الفراغ السياسي والدستوري أمام العالم المطالب ببديل للنظام. وعرّفت صفحة خاصة بالبرلمان السوري على مواقع التواصل الاجتماعي هذا الجسم السياسي بأنه مطابق لبرلمان عام 1943 الذي راعى التنوع العقائدي والعرقي والأطياف بشكل سلس وموزع على أقاليم الوطن. وقالت عضو المجلس الوطني مرح البقاعي «إن هناك مجموعة من الثوار في الداخل السوري اجتمعوا وقرروا إطلاق هيئة سياسية على شكل برلمان سيعلن قريبا جدا خلال 24 ساعة، ليس بديلا سياسيا للمجلس الوطني السوري. وشددت البقاعي على أن أهميته تكمن في أنه ينشأ من الداخل «وهذا ما كنا نريده منذ البداية، قبل تأسيس المجلس الوطني السوري أن تكون الهيئة السياسية الممثلة للثورة السورية من رحم الداخل وهي تقوم بتسمية من يمثلها في الخارج وليس العكس». واتصلت «الشرق» مع ناشطين من مدينة حمص أكدوا أن أحدا لم يتصل بهم حول هذا الإعلان. وذكر عضو مجلس قيادة الثورة في حمص ل «الشرق»: نحن فوجئنا بالإعلان عن هذا الجسم الجديد. ونعتقد أنها مبادرات فردية لن تصل إلى أي نتيجة سوى إعطاء صورة سلبية عن المعارضة السورية في الخارج. والأسوأ في الأمر أن كل إعلان من هذا النوع ينوه أنه يرتكز على الثوار بالداخل ويمثلهم وهذا التكرار للإعلان عن تشكيلات جديدة بدأ يثير ريبتنا. وأضاف: على أية حال لن يكون مصير هذا المجلس بأفضل من مصير حكومة نوفل الدواليبي. واستغرب عضو الأمانة العامة لإعلان دمشق المعارض السوري موفق نيربية في اتصال خاص مع «الشرق» قيام مثل هذا التشكيل ونفى أي علم له بقيامه قبل السماع عنه من الإعلام، كما نفى علمه بأي تمثيل له في الداخل.