قام نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الثلاثاء بزيارة غير معلنة إلى العراق وهي الثامنة له للاحتفاء بنهاية الوجود العسكري الأمريكي في البلاد التي اجتاحتها الولاياتالمتحدة قبل ثماني سنوات وتستعد لمغادرتها قبيل نهاية العام. وقال بايدن نائب الرئيس الأمريكي في افتتاح اجتماع لجنة التنسيق الأمريكية – العراقية العليا وبحضور رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ومسؤولين أمريكيين وعراقيين، أن الانسحاب الأمريكي من العراق يفتح مرحلة جديدة في العلاقات بين بلدين يتمتعان بالسيادة بما في ذلك الشراكة الأمنية القوية. وتابع بايدن حديثه في الاجتماع المفاجئ كما نقلته وكالة رويترز “سنواصل المحادثات مع حكومتنا حول أسس ترتيباتنا الأمنية، بما فيها التدريب والاستخبارات ومكافحة الإرهاب”.. مشيرا إلى أن “اللجنة العليا ستشكل محور كل هذه الجهود”.. وفي ختام اجتماع اللجنة، اعتبر نائب الرئيس الأمريكي أن “الولاياتالمتحدةالأمريكية تفي بوعودها بسحب جنودها من العراق بحلول نهاية العام”.. وأن العلاقة الجديدة بين الولاياتالمتحدة والعراق “ستكون أيضا في صالح المنطقة والعالم”. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعلن في 21 تشرين الأول/أكتوبر الماضي أن القوات الأمريكية ستنسحب من العراق وستعود إلى البلاد في نهاية العام 2011 تطبيقا لاتفاقية أمنية موقعة بين الجانبين، بعد أن أخفقت حتى الآن مفاوضات بين واشنطن وبغداد بشان مهمات تدريب للأمريكيين في العراق بسبب رفض العراق منحهم الحصانة. ومن جهته، شدد رئيس الوزراء نوري المالكي على أن “اتفاق إطار الشراكة الإستراتيجية الذي وقع بين البلدين قبل ثلاث سنوات، مستمر ويعد الأساس الذي ستبنى عليه علاقات مستمرة” بين البلدين. ومن المتوقع أن يزور المالكي واشنطن في شهر كانون الأول/ديسمبر المقبل للبحث في المسائل المرتبطة بعملية الانسحاب. ومن المقرر أن تنسحب القوات الأمريكية المتبقية وقوامها 13800 جندي من العراق بحلول نهاية العام بموجب المهلة المحددة في الاتفاق الأمني الثنائي بين الدولتين بعد ثماني سنوات من الغزو (2003 – 2011) الذي قادته الولاياتالمتحدة وأطاح بالرئيس الراحل صدام حسين. فيما تبقى سبع قواعد عسكرية يتوجب تسليمها للعراقيين قبيل نهاية العام. وقتل نحو 4500 جندي أمريكي منذ الغزو. وعدد القتلى بين العراقيين أعلى بكثير ويقدر بنحو 60 ألفا تقريبا وفقا لأرقام حكومية، ومئات الآلاف حسب مصادر أخرى غير رسمية. وكان قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال لويد اوستن توقع الأسبوع الماضي أن تحدث “اضطرابات” أمنية في العراق بعيد انسحاب قواته منه، وذلك بسبب سعي تنظيمات مسلحة إلى “توسيع هامش عملياتها” في إشارة منه لتنظيم القاعدة والتنظيمات الجهادية السنية المختلفة من جهة، وجيش المهدي والمجموعات الشيعية الأخرى المسلحة من جهة أخرى. وينظر إلى القوات العراقية المسلحة في العموم على أنها قادرة على احتواء الحركات السنية المتشددة المرتبطة بتنظيم القاعدة والميليشيات الشيعية التي تقول الولاياتالمتحدة أنها مدعومة من إيران. لكن المقاتلين ينفذون تفجيرات وهجمات شبه يومية تستهدف قوات الأمن العراقية أو المرافق الحكومية في محاولة لإظهار أن المالكي غير قادر على توفير الأمن والاستقرار. أمريكا | العراق | الوجود الأمريكي