عبد الله مهدي الشمري أطل خادم الحرمين الشريفين حفظه الله – على العالم كله في يوم الجمعة، إطلالة تحمل الحب والخير دوماً، مستقبلا وفد مصر، بحضور ولي عهده الأمين، وكبار رجالات الدولة. إنه وفد عقلاء مصر، أرض الكنانة، يتقدمهم رئيسا مجلس الشعب والشورى، وفد يمثل شعب مصر وحكومتها، وقد ضم عدداً من البرلمانيين، وقادة الأحزاب السياسية، وممثلين عن مشيخة الأزهر، ودار الإفتاء، والكنيسة الأرثوذكسية، وأصحاب الفكر والرأي البارزين، فأنصت الجميع مستمعين لكلماته السامية، فكانت لصدقها بلسماً شافياً، شنفت الأسماع، فأزالت عنها ما أساءها، وأسعدت النفوس، فأبعدت عنها ما عكر صفوها، وكدرها لأيام خلت – كيف لا – فهو حريص على شعبه وأمته، ويريد الخير للإنسانية جمعاء، وهو ملك تسمو به أخلاقه الرفيعة وهمته العالية عن الصغائر، وفي أثناء كلمته، لاح البشر على وجوه الوفد المصري، وعم السرور نفوسهم، كما عمت الفرحة أبناء الشعبين الشقيقين، وكل من يريد لهما الخير في العالم.كان وفد الكنانة كبيراً في عدد أعضائه، متميزا في تنوعهم، وقد أحسن الاعتذار لخادم الحرمين الشريفين عما حصل من إساءة، صدرت من قلة – يدرك الجميع أنها لا تمثل إلا ذاتها أو من دفعها لهذا التصرف المشين – وأبان الوفد بوعي كبير، عمق العلاقات المتينة، وتجذرها بين الأخوة في البلدين الشقيقين، فما أجمل أن يتحدث العقلاء في كل شأن، فالعقلاء وحدهم هم الأقدر دوماً على قول الحقيقة بجلاء دون زيف، وهم وحدهم من يحسنون التعبير بصدق ووضوح عما يريدون، وهم الذين يستطيعون الاستدلال بالحقائق على صدق ما يقولونه دون لوي لعنق الحقيقة. ذلك اللقاء المهيب يثبت لكل من رآه، واستمع للكلمات الرائعات التي قيلت فيه، يدرك أن في مصر رجالا حريصين على مستقبل بلادهم، ومهتمين برفعتها وعزتها ونهضتها ورقيها، ويعملون بكل طاقاتهم ليعبروا بها بأمان إلى ما فيه خير شعبها وأمتها العربية والإسلامية، في هذه المرحلة الدقيقة والخطيرة من تاريخها، ويدرك من شاهد ذلك اللقاء الرائع، أن خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – يحمل في قلبه الكبير، محبة وتقديراً كبيرين لمصر وشعبها، وأنه – رعاه الله – حريص عليها، كحرصه على بلاده وشعبه، وما أمره حفظه الله – برجوع سفيره، إلا حرص على استمرار العلاقات المتينة بين البلدين الشقيقين، ولتفويت الفرصة على كل من يريد تعكير صفو هذه العلاقة المتميزة. ولقد كان لصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل، دوره البارز في إدارة هذه الأزمة العابرة، كما كان للسفير أحمد قطان – سفير خادم الحرمين الشريفين في القاهرة دور كبير وبارز – وخاصة ما قاله خلال الجزء الأول من برنامج الساعة الثامنة – حيث كان لكلامه أثره الكبير في تغيير مسار الحلقة، وأثره الواضح على المشاهدين في البلدين الشقيقين، ولا يقل عنه أهمية دور السفير محمود عوف – سفير مصر في الرياض – في نقل الحقائق عبر وسائل الإعلام المختلفة، من خلال متابعته لإجراءات التحقيق، وإشادته بالإجراءات الدقيقة التي تنتهجها الأجهزة الأمنية في المملكة.ولقد أحسن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله – وفادة رجالات مصر وقادتها وعقلائها في هذه المرحلة، وذلك ليس مستغرباً عنه، فعاد وفد الكنانة مسروراً مزهواً بما نال من حسن استقبال، وكرم ضيافة، وقبول اعتذار، وإجابة مطلب. وقد ختم خادم الحرمين الشريفين خطابه السامي، محذراً الإعلام في البلدين الشقيقين، بقوله: وكلّي أمل في أن يقف الإعلام المصري والسعودي موقفاً كريماً، وليقل خيراً أو يصمت.