شاهدنا الترحيب الكبير والأصداء الواسعة لقرار خادم الحرمين الشريفين بعودة سفير المملكة لدى القاهرة أحمد قطان إلى مصر اليوم، ليمارس أعماله من جديد، كترجمة واضحة لحكمة خادم الحرمين الشريفين الذي كانت كلمته - حفظه الله- واضحة يوم أمس الأول ومليئة بكل معاني الأخوة والحب لمصر وشعبها. إن قرار عودة السفير السعودي للقاهرة (قرار حكيم) قطع الطريق على كل المتربصين بالعلاقات الأزلية والتاريخية بين الرياضوالقاهرة، وبنفس درجة تلك (الحكمة) التي تمثَّلت باستدعائه سابقاً لحماية منسوبي السفارة من أمور قد تتطور ولا تحمد عقباها كما قال (والد الجميع) حفظه الله. لا أحد يشك في حب كل العرب والمسلمين لخادم الحرمين الشريفين الذي يمثّل (عنواناً واضحاً) للعربي الشهم والمسلم الصادق، بمواقفه النبيلة وحكمته في قيادة الأمتين العربية والإسلامية لكل خير, وما وصول هذا الوفد الرفيع الذي ضم أطياف المجتمع المصري للسلام عليه إلا دليل على حجم هذا الحب والتقدير في قلوبهم، وألمهم مما حدث على يد نفر قليل من المأجورين والسفهاء. إن الرياضوالقاهرة تمثِّلان العمق الإستراتيجي للأمتين العربية والإسلامية، ومن يرد أن يصيب الأمتين بضرر (لا سمح الله) فسيقلقه هذا التفاهم والتقارب، وهنا يجب أن تتجلَّى حكمة الشرفاء في تفويت الفرصة على كل مأجور ومتربص. لقد شخَّص خادم الحرمين الشريفين بحكمته الأمر، وأشار بيده إلى الحقيقة عندما قال: (كلي أمل أن يقف الإعلام المصري والسعودي موقفاً كريماً وليقل خيراً أو ليصمت). إن الخاسر الحقيقي اليوم هم أولئك (المزايدون) على الشاشات وفي الإعلام، والمتنطّعون لمحاولة الكسب من هذه الأزمة لهوى في أنفسهم، ناسين أن الحكمة لن تغيب، وأن الشرفاء لن يقبلوا بغير تنامي وتطور العلاقة بين السعوديين والمصريين أكثر وأكثر (كشعبين شقيقين) مسلمين، يمثِّل كل منهما عمقاً تاريخياً للآخر، متجاوزين هذه الأزمة نحو الأمام. إن مثل هذه (الأزمات العابرة) تكشف معادن الرجال الحقيقيين بحكمتهم وحنكتهم وصبرهم وخصوصاً من (رجال الإعلام) الذين يصنعون (الرأي العام) ويؤثّرون فيه، وتعري كل أولئك المتسلّقين والمتملّقين بزعيقهم ونعيقهم. قليلو الحكمة والصبر هم المتعجلون بالكلام, أما العقلاء فهم من سيقولون خيراً أو يصمتون..! وعلى دروب الخير نلتقي.