دعا الأمير الوطني السابق للجيش الإسلامي للإنقاذ مدني مزراق الجزائريين إلى التصويت على من وصفهم «النزهاء من أبناء التيار الإسلامي» ليكرس بندائه هذا خروجه عن الإجماع الذي أعلنه قادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ عباسي مدني وعلي بن حاج، اللذان دعَوَا في بيان لهما قبل أسابيع إلى مقاطعة الانتخابات لأنه لا جدوى من هكذا مسار انتخابي في ظل انغلاق الوضع في البلاد، وتهرب النظام من معالجة الأزمة من جذورها.وقال مزراق في رسالة مفتوحة وجهها إلى الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة إنه يتمسك بإجراء حوار جاد بين مختلف الفرقاء السياسيين يتوج ب»ميثاق شرف» يكون إطارا لتصحيح مسار الدولة، ويكون ذلك تحت إشراف شخصيات وطنية معروفة بوزنها بين الجزائريين ومحل إجماعهم. وعاد مزراق الذي قاد منتصف تسعينيات القرن الماضي ما كان يعرف بالجيش الإسلامي للإنقاذ، الجناح العسكري للجبهة الإسلامية للإنقاذ، للدفاع عن حقوق الذين سلموا السلاح ونزلوا من الجبال وعادوا إلى أحضان المجتمع في إطار تدابير الوئام المدني حيث استفاد نحو 6000 عنصر مسلح من تلك الإجراءات مقابل وضع السلاح جانبا، غير أن مزراق لا يزال يطالب بحقوق هذه الفئة ويدعو السلطات إلى الوفاء بعهدها حتى يلتئم الجرح.وخاطب مزراق الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة بقوله «إذا عزمت حقا ونويت صدقا فلتكلف مجموعة من الرجال الكبار في تاريخهم، في مواقفهم، في تجاربهم، في أخلاقهم، في عقولهم ليباشروا عملا شاملا مع كل الفاعلين في الساحة السياسية المؤثرين في المجتمع، في السلطة كانوا أو في المعارضة، يكون بينهم فرقاء الأزمة وصناعها في إشارة إلى قادة جبهة الإنقاذ وكبار ضباط المؤسسة العسكرية، من أجل صياغة ميثاق الشرف الوطني، الذي يجمع الأمة ويصحح مسار الدولة، يجد فيه كل جزائري نفسه، ويعقد على أساسه قواعد الدستور. وعلى صعيد متصل هاجم رئيس الوزرء أحمد أويحيى عباسي مدني زعيم الجبهة الإسلامية للإنقاذ وقال إنه هو رأس الفتنة والمسؤول الأول عما حصل في الجزائر منذ بداية التسعينيات إلى اليوم، ويقود أويحيى حملة حزبه التجمع الوطني الديموقراطي للانتخابات البرلمانية وحمل خلال مهرجان انتخابي، مدني مسؤولية مقتل الآلاف من الجزائريين، وقال «عباسي مدني يعيش في دولة قطر ويدعو الجزائريين إلى مقاطعة الانتخابات حتى يتفرج عبر قنوات الفتنة على دماء الجزائريين كيف تسيل».وأضاف أويحيى «عباسي مدني مدعوم من أطراف أجنبية تريد زعزعة استقرار الجزائر». لكن لم يحدد أو يسمي هذه الأطراف.