أعربت ألمانيا عن أملها الكبير في أن تعيد باكستان النظر جديا في قرارها بالامتناع عن حضور المؤتمر الدولي الذي سينعقد في ألمانيا في الخامس من كانون الأول/ديسمبر في بون، لبحث مستقبل أفغانستان بعد انسحاب القوات الأجنبية منها بسبب الحادث الذي راح ضحيته عدد من جنودها. وقد أبدت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل “انزعاجها الشديد” لمقاطعة باكستان المؤتمر، آملة في أن تعيد إسلام أباد النظر في قرارها. وقالت ميركل في مؤتمر صحافي مع العاهل الأردني عبدالله الثاني في برلين غطت وكالة فرانس برس جانبا منه “نحن بطبيعة الحال منزعجون جدا” لهذه المقاطعة، مضيفة “سنرى ما إذا كانوا يستطيعون العودة عن هذا القرار”. وشددت على أن غاية هذا المؤتمر هي تحقيق تقدم “في العملية السياسية” في أفغانستان. وقد اعتبرت الإدارة الأمريكية أمس الثلاثاء أن المشاركة في المؤتمر الدولي حول أفغانستان المقرر في الخامس من كانون الأول/ديسمبر في بون هو أمر “يصب في مصلحة باكستان”، كما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية. وقال مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن لباكستان “دورا أساسيا” تؤديه في السعي إلى السلام في أفغانستان، وذلك بعدما أعلنت إسلام آباد عدم مشاركتها في المؤتمر اثر غارة للحلف الأطلسي أسفرت عن مقتل جنود باكستانيين. وأضاف المتحدث “انه مؤتمر عن مستقبل أفغانستان، عن أفغانستان أكثر أمنا وازدهارا في المنطقة، لهذا السبب فان المشاركة في المؤتمر تصب في مصلحة باكستان”. ومؤتمر بون مخصص لمساعدة أفغانستان، وسيبحث خلاله وزراء من مئة دولة في مستقبل هذا البلد بعد الانسحاب الكامل لقوات الأطلسي منه مع نهاية 2014. وقررت باكستان أمس الثلاثاء مقاطعة المؤتمر الدولي عن أفغانستان احتجاجا على غارة الحلف الأطلسي السبت الفائت على الحدود الأفغانية والتي أسفرت عن مقتل 24 من جنودها. وقال مسؤول بارز في الحكومة الباكستانية طلب عدم كشف اسمه أن القرار اتخذ خلال اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء إثر القصف، في أسوأ خطأ ارتكبه الحلف الأطلسي في باكستان منذ أن تحالف هذا البلد مع الأمريكيين في نهاية 2001. وبعدما أكد أن “كل عملية أحادية الجانب غير مقبولة”، قال إن “الحكومة قررت عدم المشاركة في مؤتمر بون”. وتعتبر باكستان التي يستخدم المتمردون مناطقها الحدودية كقاعدة خلفية لهجماتهم، لاعبا رئيسيا في حل النزاع القائم في أفغانستان. ويثير هذا القرار مخاوف الكثيرين من احتمال تخلي باكستان عن التحالف الدولي الذي يبذل جهودا هائلة من أجل تحقيق استقرار في أفغانستان قبل انسحاب القوات الدولية منها عام 2014. أفغانستان | ألمانيا | باكستان | مؤتمر بون