لمن لم يسمع بهذا المثل من قبل، فإنه يشير إلى الكلب الأطرش (أعزكم الله) الذي ما إن يرى كلباً أو كلاباً حوله تتثاءب حتى يبدأ بالنباح ظنا منه أنها تنبح لا تتثاءب، فيبدأ بالنباح تقليدا لها. وهو يقال في الشخص الذي يسارع بالإنقياد إلى غيره وترديد ما يقولون دون أن يكلف نفسه عناء محاولة فهم الأمر والتحقق منه. الحقيقة أني ترددت كثيرا في استخدام هذا المثل والذي لا أقصد به إطلاقا التشبيه بقدر نيتي التمثيل بالفعل المذكور وهو التبعية والترديد دون فهم وتحقيق. جولة سريعة وخاطفة منا على كثير من الأوسمة (الهاشتاقات) السعودية على تويتر ستكون كافية لإدراك ما أعنيه، فبمجرد أن يقوم شخص ما بإنشاء وسم يحمل اسماً مثيراً إلا ونجد سيلاً من المشاركات والاستجابات السلبية التي يحمل كثيراً منها اتهامات أو سخرية أو تأييد دون تحقق من المعلومة أو من الشخص الذي قام بوضعها ومن حسن نواياه. هذا السيل من المشاركات لا يمر مرور الكرام دون أن يحاول كثير من الحاقدين والكارهين لنا ولبلدنا تسخيره لأهدافهم عبر الدخول في النقاشات سواءً بمعرفاتهم الحقيقية أو بمعرفات تحمل أسماء مستعارة. الأمثلة كثيرة جداً ونصيحتي قبل الاستجابة لأي «هاشتاج» أن نتأكد من حقيقته وحقيقة ناشره وأهدافه ليس المعلنة فقط بل والخفية. ومن صفات «الهاشتاج» المشبوه أن يكون منظما غير عفوي يركز على مخاطبة واستثارة العواطف.. يحفل بالشتائم والاتهامات ذات العبارات المتسمة بالعمومية بلا استناد إلى حقائق ووثائق.. أغلب الناشطين فيه بأسماء مستعارة تستخدم عبارات هجومية طاردة لكل من يكثر السؤال والاستفسار عن الحقيقة أو يبدي ولومعارضة بسيطة لهم. لنستخدم تويتر وغيره من الشبكات الاجتماعية ونشارك فيها بفطنة وذكاء وليس كالقطيع الذي لا يدرك بمن ولا إلى أين يقاد.