أبو يوسف، يعقوب الكندي، نسبة إلى قبيلة كندة، وجده الصحابي المشهور الأشعث بن قيس، الذي كان ملكا على كندة. كان بحرا في علوم الحكمة اليونانية والفارسية والهندية والنجوم وسائر العلوم، كما برع في الهندسة. وكان يسمى فيلسوف العرب. سار على طريقة أرسطو في مؤلفاته التي ألفها في شتى العلوم. خدم بني العباس وأفادهم بآدابه، وقام بترجمة كتب الفلسفة وفك رموزها وقرب البعيد منها وأوضح مشكلها. كان أستاذا لأحمد بن الخليفة المعتصم، وله معه مراسلات. له تعريفات لمعنى الفلسفة، فهي تعني عنده حب الحكمة وهي البحث عن الكمال بالتشبه بأفعال الله، وهي كذلك موت النفس عن استعمال الجسد وموت الشهوات، إلى غير ذلك. وأنبل أنواع الفلسفة وأشرفها عند الكندي هي فلسفة ما بعد الطبيعة، والعلم بالعلة للمعلولات، وأدخل فروع الفلسفة فيها. وتناول في فلسفته الحقيقة الإلهية تحت مصطلح طبيعة الأزلي الذي هو ما لم يكن شيء قبله، ولا يحتاج إلى غيره لأنه لا علة له، وهو دائم أبدا وبرهن لهذا الأزلي سبحانه وتعالى بالبرهان المنطقي. أخذ بآراء أرسطو في انقسام العالم إلى فلكين. ويرى أن الفلك الذي هو الجرم الأقصى هو العلة الفاعلة القريبة للكائنات، فهو يحدث الحياة في الكائنات التي تحته بالضرورة أو بالمحبة أو بالقوة. وتأثر بأفلاطون في معنى النفس وحقيقتها. وله نظرية في العقل لها اتصال بنظرية أرسطو، فقسم العقل إلى أربعة أقسام هي: عقل بالفعل، وهو العقل الأول، وعقل بالقوة في نفس الإنسان، وعقد مستفاد بالملكة، وعقل مبين. ودرس الحزن وأسبابه وأعراضه وكيفية التخلص منه.