اشتكى مسرحيون من ضعف إمكانات أحد المسرحين اللذين عرضت عليهما المسرحيات المشاركة في مهرجان مسرح الطفل الأول، الذي نظم مؤخراً في مركز الملك فهد الثقافي في الرياض. وأوضحوا أن أحد «المسرحين» كان عبارة عن قاعة محاضرة، ولم يجهز بشكل كاف يضمن العرض عليه بأفضل صورة ممكنة. كما أشاروا إلى أن استضافة الفرق لم تكن كافية ليستفيد أعضاؤها من مشاهدة العروض الأخرى. ورغم حصد مسرحية «سندريلا في الغابة المهجورة»، لجمعية الثقافة والفنون فرع الدمام، جائزتين، وهما أفضل مؤلف للفنان أحمد الحسن، وأفضل ممثلة أولى للطفلة نورة يوسف، إلا أن المشرف العام على المسرحية، رئيس وفد الجمعية، الفنان راشد الورثان، قال ل «الشرق»: «نبارك لأنفسنا كمسرحيين انطلاق المهرجان، إلا أن توقعاتنا كانت في أن تخرج وزارة الثقافة والإعلام بشيء أفضل من ذلك». وأشار الورثان إلى إحباط الأطفال المشاركين في المسرحية، إذ إن المهرجان وفَّر مسرحين للعروض مختلفين في التجهيز، مبيناً أن هذه المسرحية ومسرحيات أخرى عرضت على مسرح لا يعدو كونه قاعة محاضرات. وأوضح أن الأطفال بكوا عندما رأوا مكان العرض، وقرروا عدم المشاركة، لأنهم كانوا قد عرضوها في مسارح مهيئة سابقاً، إلا أنه حاول امتصاص غضبهم وإحباطهم، مؤكداً أن الهدف من المشاركة ليس الحصول على الجوائز، بقدر تقديم مسرح الدمام بصورة مميزة تمتع الجمهور. وذكر أن الردود التي وصلتهم من مسؤولين على تنظيم المهرجان، على انتقادهم للمسرح غير المهيأ للعرض، تمثلت في أن الإضاءة لا تدخل في الجوائز، ولا الديكور، متسائلاً «على أي أساس أتت جائزة أفضل عرض متكامل، إن لم تكن تتضمن الإضاءة والديكور؟». وأشار الورثان إلى أن الجوائز التي أعطيت للمسرحية، ربما كانت مجاملة، في ظل منافسة غير عادلة. لافتاً إلى أن الوضع العام للمهرجان كان مربكاً، فمن عرض مسرحياته في المسرح المجهز كان ينافس نفسه في ظل عدم وجود منافس، متمنياً أن تتلافى وزارة الثقافة والإعلام أخطاء هذه الدورة في الدورات المقبلة، حتى ولو اضطرت إلى تمديد فترة المهرجان. وكانت جمعية الثقافة والفنون، فرع القصيم، قدمت مسرحية «شقاوة»، وهي من تأليف خالد الحربي، وإخراج صلاح العمري، على المسرح نفسه. وأكد عضو لجنة المسرح في الجمعية، محمد العتيبي، أن المسرح غير المجهز لم يكن مسرحاً، فهو لم يعطِ طاقم العمل أي مساحة من الإبداع، لخلوه من تقنيات الصوت والإضاءة والعمق والكواليس، إلا أنه التمس العذر لإدارة المهرجان، كون المهرجان في دورته الأولى. وقال إن المهرجان تضمن سلبيات وإيجابيات، مشيراً إلى حسن الاستقبال كإيجابية. وأوضح العتيبي أن فترة إقامة فرقة الجمعية كانت قصيرة ولم تمكن أعضاءها من مشاهدة المسرحيات الأخرى نتيجة لذلك، مشيراً إلى الفرق المشاركة في المهرجان، بشكل عام، لم يسمح لها كذلك بمشاهدة العروض الأخرى، للسبب نفسه. غير أنه أشار إلى تعطش المسرحيين لأي نشاط مسرحي، حتى ولو تضمن أخطاء، متمنياً أن تصحح في الدورات المقبلة.