بمناسبة الذكرى الثامنة والستين لاستقلال لبنان احتشد عشرات الآلاف من أنصار المعارضة في طرابلس، أكبر مدن شمال لبنان، ونددوا بما سموه “النظام السوري القاتل” وب”هيمنة حزب الله” على الحكومة اللبنانية وغلبة “السلاح غير الشرعي”. خريف السلاح .. ربيع الاستقلال جاء التجمع بدعوة من تيار المستقبل بزعامة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري تحت عنوان “خريف السلاح، ربيع الاستقلال”، في إشارة إلى سلاح حزب الله المدعوم من سوريا والذي تتهمه المعارضة بالهيمنة على الحياة السياسية، والى “الربيع العربي”، كما أفاد مصدر من وكالة فرانس برس.وشاركت في المهرجان وفود من مناطق عدة في لبنان. ورفع المحتشدون أعلام تيار المستقبل الزرقاء والأعلام اللبنانية والسورية، وصور سعد الحريري ووالده الراحل رفيق الحريري، وصور شهداء ثورة الأرز. ورفعت لافتات كتب عليها “خريف الأسد، ربيع سوريا”، و”بشار الأسد حسن نصرالله انتهت اللعبة”، و”بشار الأسد القذافي في انتظارك”. وهاجمت الخطب التي ألقيت في المهرجان النظام السوري و”حزب السلاح”، رافضة مقولة أن سلاح حزب الله هو لمقاومة إسرائيل ومؤكدة انه أداة لتعزيز السيطرة، وطالبت بأن يفي لبنان بالتزاماته الدولية لجهة المساهمة في تمويل المحكمة الدولية.وألقى رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، القيادي في تيار المستقبل، كلمة بالنيابة عن زعيم التيار سعد الحريري الموجود خارج لبنان منذ أكثر من ثمانية اشهر، قال فيها “في هذا الزمن حيث الشعب يريد ، لا يجوز أن نخاف التغيير لأننا نخاف الديكتاتوريين والديكتاتوريات”.وأضاف “مضى عهد الاستثناءات العربية، أتى زمن الحرية، زمن الشعب، زمن الشباب، زمن العروبة والديمقراطية، أتى زمن حمص توأم طرابلس”. وتابع “تعبرون الجسر يا أحرار سوريا حيث سنتلاقى في الغد القادم في المدى العربي الكبير في عصر الحرية والديمقراطية العربية حيث ربيع الثوار وخريف الديكتاتوريات والجمهوريات الوراثية”. وقال النائب مروان حماده الذي تعرض لمحاولة اغتيال في ايلول/سبتمبر 2004 في مهرجان الأحد “من يخاف من المحكمة؟ المجرم المتهم، من يخاف أيضا من المحكمة؟ الشريك الذي يغطي على الجريمة ويصبح شريكا للجريمة وللمجرمين”.وحذر من أن “الوضع في غاية الخطورة”.وتوجه إلى ميقاتي قائلا “لا تترك القتلة يسرحون ويمرحون فوق دماء زعمائنا ورؤسائنا ووزرائنا ونوابنا وصحافيينا وضباطنا ومواطنينا، (...) لا تترك العدالة تنهزم في عهد حكومتك العرجاء”.ووصف حمادة حزب الله ب”حزب الهيمنة بالسلاح، وحزب قدسية المتهمين”.وعن سوريا، قال “الخاتمة في دمشق رهن المشاهدات السابقة من زين العابدين بن علي إلى حسني مبارك إلى معمر القذافي إلى علي عبد الله صالح”، مضيفا “احذر يا بشار الخيار مفتوح والمصير محتوم”. جاء هذا المهرجان وسط تشنج سياسي قد يؤدي إلى انهيار الحكومة برئاسة نجيب ميقاتي بسبب رفض الأكثرية فيها المؤلفة من حزب الله وحلفائه أن يدفع لبنان مساهمته في تمويل المحكمة الخاصة بلبنان المكلفة النظر في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، وتهديد ميقاتي بالاستقالة إذا لم تقر الحكومة التمويل الأربعاء المقبل.وينص النظام الأساسي للمحكمة التي نشأت العام 2007 على أن يساهم لبنان بنسبة 49% من موازنتها. حزب الله | طرابلس | لبنان