التقى نوري المالكي سراً برمز الإرهاب الإيراني اللواء «قاسم سليماني» قائد فيلق القدس سيئ الصيت. وأكد الأخير في يناير الماضي أن إيران تسيطر على العراق وجنوب لبنان، وانتظر البعض تصدّى حارس العراق الأمين «المالكي» لمثل هذه التصريحات المُهينة على غرار تصدّيه لحذاء «منتظر الزيدي» الموجّه ضد بوش الإبن. إلا أن المالكي وبالتزامه الصمت المطبق، قد أكد إدعاءات الأسياد، تنفيذاً للمثل القائل: «السكوت علامة الرضا». وبإيعاز من «سليماني»، بدأ المالكي بالعمل على إغلاق مخيّم الوليد للاجئين الأحوازيين على الحدود العراقية السورية وتسليم من فيه إلى حبال المشانق الإيرانية. ونزولاً عند رغبة «سليماني» رحّلت الحكومة العراقية عناصر منظمة مجاهدي الشعب الإيرانية من «قاعدة أشرف» في العراق إلى سجن ليبرتي، ووجدت هذه الخطوة ترحيباً كبيراً من قبل المسؤولين الإيرانيين. وصرّح «علاء الدين بروجردي» رئيس لجنة الأمن التابعة للبرلمان والمقرّب من خامنئي، إن «قيام الحكومة العراقية بترحيل مجاهدي الشعب، تؤكد مدى التقارب بين البلدين»، وأن «زيارة المالكي لإيران تشكل حلقة مهمة من سلسلة حلقات التعاون بين إيران والعراق»، وعبّر «بروجردي» عن سعادته إزاء تعاون الحكومة العراقية لقمع الثورة السورية. وتنفيذاً للاتفاق بين المالكي وإيران سيتوجّه «علي نيكزاد» وزير الطرقات والبناء الإيراني إلى العراق لتشييد مائتي وحدة استيطانية وثلاثة آلاف مدرسة إيرانية في العراق! وتلقى المحافظ الإيراني على الأحواز المحتل، أوامر من «محمّد رضا رحيمي» المستشار الأول لأحمدي نجاد، بالقيام بالمزيد من المشروعات التنموية في المحافظات العراقية المتاخمة للأحواز، ممّا يعني أن الدولة الإيرانية قرّرت اتخاذ خطوات فعلية لتكريس هيمنتها واحتلالها المحافظات العراقية الواحدة تلو الأخرى على غرار احتلالها الأحواز وجزر الخليج العربي.