أعمدة المشانق هذه المرة كانت أشجار النخيل لتشهد على شنق مئات الأحوازيين، ظلت جثثهم معلقة لعدة أيام في أكبر عقوبة جماعية تشنها سلطات الاحتلال الإيراني ضد الشعب الأحوازي، بسبب اصطفافه إلى جانب العراق منذ بدأت الحرب الإيرانية – العراقية في سبتمبر عام 1980، ومع نهاية هذا العام تمكنت إيران من إعادة تنظيم صفوفها، وفي بداية يناير 1981عبر الجيش الإيراني نهر الكرخة الأحوازي، وتوجه غرباً نحو مدينة الخفاجية لتتراجع القوات العراقية بعض الشيء، إلا أنها بقيت محافظة على الشريط الحدودي مع الأحواز. وبعد تراجع الجيش العراقي أصبحت مدن الخفاجية والحميدية والحويزة والبلدات والقرى المحيطة بها في القبضة الإيرانية، انتقمت الأخيرة من الشعب الأحوازي، لتشن أكبر عملية انتقام جماعي ضد الباقين من سكان هذه المناطق، فأعدمت المئات من وجهاء القبائل والنشطاء شنقاً رافقتها حملة واسعة النطاق من الاعتقالات العشوائية في صفوف الأحوازيين والإعدامات خفية في غياهب السجون. وفي كل تقدم تسجله إيران على العراق في إحدى المعارك على خطوط الجبهات ترافقه المزيد من الشراسة والعنجهية في التعامل مع الشعب العربي الأحوازي بأكمله ويزداد معه البطش والقتل والعنصرية الفارسية المشبعة بالأفكار الشوفينية والاحتقار للمواطن الأحوازي. شاء هذا المواطن أم أبى، فكل فارسي ينسبنا إلى العراق وإلى العرب الذين ناصروا العراق في حربه ضد إيران، ويعاملنا معاملة ألد الأعداء.