تواصلت عمليات الانشقاق داخل حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي كان أكبر الأحزاب اليمنية حتى العام الفائت حين انضم عدد كبير من قيادات الحزب إلى صفوف المعارضة التي نزلت للشارع للمطالبة بإسقاط نظام صالح. وأعلن مؤخرا قيادي بارز في المؤتمر الشعبي العام في جنوب اليمن أحمد ناصر الفضلي أحد أبرز مؤسسي حزب صالح في المحافظات الجنوبية عن مشاورات حثيثة يجريها عدد من السياسيين والأكاديميين بحضرموت؛ للإعلان عن تأسيس التجمع الوطني الحضرمي كحزب جديد في الساحة اليمنية. وسيضم الحزب عددا من السياسيين والأكاديميين الذين كان غالبيتهم ينتمون إلى حزب صالح المؤتمر الشعبي العام وسيتبنى الحزب خيار الفيدرالية في إطار الفضاء اليمني الواحد. الحزب لم يعد مواكبا للتطورات قال الفضلي في بلاغ صحفي إن الخطاب السياسي لحزب صالح لم يعد مواكباً للتطورات الهائلة التي تشهدها الساحة اليمنية والمرحلة الراهنة وعليه أن يفكر في خطاب سياسي مختلف إذا أراد الاستمرار في الحياة السياسية ويبقى على قيد الحياة. وأكد الفضلي رفض الجنوبيين للحوار ما لم يكونوا موحدين لأن الوحدة فشلت عندما لم يذهب لها الجنوبيون موحدين، ودعا إلى عقد مؤتمر جنوبي – جنوبي يناقش خيار العودة إلى ما قبل الوحدة وخيار فيدرالية بين الشطرين وخيار فيدرالية (5) أقاليم في إطار دولة فيدرالية اتحادية. وقال الفضلي إنه على كافة الجنوبيين أن يدركوا بأنه لا يمكن خلق واقع جديد خارج إطار الإرادة الإقليمية والدولية وعليهم النظر إلى الأمر بنظرة ثاقبة. وكان السلفيون الذين ظلوا إلى جانب صالح وحزبه أعلنوا عن تأسيس حزب الرشاد السلفي ولم يتبق إلى جانب صالح إلا القليل من الجماعات السلفية. كما ذهبت قيادات في حزب صالح إلى الشيخ حسين الأحمر الذي أعلن هو الأخر عن تأسيس حزب جديد يضم شيوخ قبائل بارزين وشخصيات اجتماعية وسياسية كانت إلى وقت قريب إلى جانب الرئيس صالح بمن فيها الشيخ الأحمر نفسه الذي كان قياديا في الحزب. خروج صالح شائعات بدوره نفى حزب صالح «المؤتمر الشعبي العام» أنباء اعتزام صالح الرئيس اليمني السابق ورئيس المؤتمر الشعبي مغادرة اليمن وإيكال رئاسة الحزب إلى الدكتور عبدالكريم الإرياني أوتلقيه ضغوطات بهذا الشأن.واعتبر المؤتمر ترويج مثل هذه الشائعات يخدم الذين لا يزالون يمثلون عقبة أمام تنفيذ المبادرة الخليجية وإنهاء مظاهر التوترات الأمنية والسياسية والانقسام داخل الجيش».ونفى المؤتمر في بيان له بشدة مزاعم الضغوطات الأوروبية على صالح للخروج من اليمن وأكد أنه ليس من حق أحد ممارسة ضغوط على علي عبدالله صالح. وترأس صالح الأسبوع الماضي اجتماعا لعدد من قيادات حزبه العليا من المقربين منه يعد هو الأول منذ انتخاب الرئيس هادي في فبراير الماضي ولم يحضر هادي اجتماع صالح وقيادات الحزب الذي يعمل هادي أمينا عاما له.وبحث صالح مع قيادات حزبه الخيارات المتاحة لجمع شتات حزبه ولملمة تفرقه وإعادته إلى العمل السياسي بروح جديدة وخطاب مختلف. وكلف الاجتماع السياسي المخضرم نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام عبدالكريم الإرياني لرئاسة الاجتماعات الدورية الأسبوعية للأمانة العامة التي كان من المفترض أن يرأسها الرئيس هادي. أقر الاجتماع بقيادة صالح ترتيبات لانعقاد مؤتمر الحزب الثامن لانتخاب قيادات جديدة للحزب حيث من المتوقع أن يتم انتخاب أمين عام جديد بديلا للرئيس هادي كما اعتبر مراقبون خطوة صالح تلك تمهيدا لإقالة هادي من أمانة الحزب قبل أن يستقيل هادي من ذات نفسه بعد توسع رقعة الخلاف بين الاثنين.