«كأنَّ» وزارة التجارة تغيرت، بعد أن كانت غافلةً عن المستهلك الذي كان مائدةً لذيذةً و«لقيمات» سائغة للتجار الذين أثبتت الأيام أنهم مثل الحديد ولا «يفل» الحديد سوى الحديد كما هو معروف، الوزير الحالي بدأ يصنع الفارق، ويوفر قنوات للتواصل مع المواطنين واستقبال شكاواهم والتجاوب الإيجابي معها، صحيح أن الأمر ليس بتلك الصعوبة، لكن ما كان يحدث سابقا أوحى بأن المعركة لم ولن تكون سهلةً أبداً فأصحاب المصالح وأياديهم الطويلة «المتغلغلة» التي جثمت على الأسواق ازداد جشعهم وسال لعابهم أكثر لأنهم تعودوا على أن المرتع خصب للتلاعب، و«الشخير» كان سيد الموقف. كل شيء في النهاية كان ينتهي برداً وسلاماً وفي أقصى الأحوال يحدث أن يطلب من المواطنين «الله يهديهم» تغيير عاداتهم الغذائية. أغلقت الوزارة مطلع هذا الأسبوع مطعماً مخالفاً في العاصمة الرياض بعد أن خالف تعاميم الوزارة وفرض رسوم دخول «ما بقي إلا تذاكر!»، وردت شكوى المواطن في تويتر واستجاب لها الوزير توفيق الربيعة والوزارة بشكل رائع وسريع ودون تعقيد وبيروقراطية، وهذا عمل تستحق الوزارة الشكر عليه رغم أنها و«ما أدري لِمَهْ؟!» لم تشهر بالمطعم الذي يتناقل الناس اسمه في المواقع ورسائل الجوال وقهوة بعد المغرب! أختم المقال بدعوة للغيرة من وثبات وزارة التجارة وكما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «من الغيرة ما يحب الله، ومنها ما يبغضه الله» ولاشك أن الغيرة في التنافس على خدمة المواطنين والوقوف في صفهم غيرة يحبها الله ورسوله.