الحكيم الفاضل الزاهد كما وصفه الإمام الشهرستاني. عرف ب «سقراط الحب»، لأنه سكن حباً سائر عمره. ولد قريباً من سنة 470 ق.م في مدينة أثينا. تعلم الطبيعيات ثم رأى أن النظر فيها لا يجدي نفعاً للفيلسوف، من جهة الأخلاق والخصال، فاتجه إلى علوم الآداب والأخلاق. وقيل عنه إنه واضع الحكمة العملية الأدبية. كان بارعاً في الحوار لاستخلاص النتائج. كما كان يحب الخير ويكره الشر ويبتعد عن القتال. أعرض عن ملاذ الدنيا واعتزل إلى أحد الجبال. نهى الرؤساء في عهده عن الشرك وعبادة الأوثان، فأثاروا عليه الغوغاء وقتل في سجنه مسموماً، ومات وهو في غاية الشجاعة، لم يجبن ولم يفر. كان يؤمن بإله واحد لا يدركه العقل ولا تصفه الأفكار، حي قيوم بما تعنيه هاتان الكلمتان من معاني التنزيه والمدح. يرى أن الله ليست له نهاية من حيث إدراك العقول له في المعنى أو في الحس المتوهم، بل هو أجل من ذلك سبحانه. كان يؤمن بالقدر، وكان يعتقد بأنه ليس مخيراً بل هو مسير بوحي يدله على الطريق، ويرى بوجود النفس الإنسانية قبل وجود الأبدان. حارب الديمقراطية وكره الأرستقراطية واستبداد الأعيان، ولعله كان يرى الديمقراطية نوعاً من استبداد الأقوياء مجتمعين. من أقواله المأثورة: قلوب المغترفين في المعرفة بالحقائق منابر الملائكة، وبطون المتلذذين بالشهوات قبور الحيوانات الهالكة.