قاطع مثقفو أبها الاجتماع الأول للجمعية العمومية في نادي أبها الأدبي، بعد تثبيت أعضاء مجلس الإدارة، الذي كان مقرراً عقده مساء أمس الأول، وألغي لعدم اكتمال النصاب، بعد غياب أكثر من نصف أعضاء الجمعية. وكانت سكرتارية النادي أبلغت جميع الأعضاء أربع مرات برسائل على الهاتف المحمول والبريد الإلكتروني، ولم يحضر سوى 24 عضواً من أصل 91. واستطلعت «الشرق» آراء بعض أعضاء الجمعية عن أسباب الغياب، من جانب الأعضاء الغائبين ومن الحاضرين. اعتراض واضح فمن جانب الغائبين عن الجمعية العمومية، قال الدكتور عبدالله حامد إن الغياب أمر منطقي في ظل تجاهل وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، الدكتور ناصر الحجيلان، لوعده بإعادة الانتخابات في النادي، الذي أطلقه قبل أربعة أشهر، مناشداً وزير الثقافة والإعلام بإعادة الاعتبار للمثقفين والمثقفات في أبها، الذين طعنوا في الانتخابات بموضوعية حسب النظام، وتم وعدهم بإعادة الانتخابات في لقاء علني، ولكنهم تعرضوا لإهانة واضحة من الوزارة، حسب قوله. وأوضح الدكتور سعد عثمان أن النادي دعا إلى عقد اجتماع عادي للجمعية العمومية، ولكن معظم الأعضاء معترضون على إجراءات الوزارة، وآلية الانتخابات، وعلى تجاهل الوزارة لرأيهم، فكان هذا الغياب احتجاجاً على الوزارة وتجاهلها لهم، في الوقت الذي يجب أن تسمع فيه الآراء، خاصة آراء النخبة المثقفة. أما الدكتور عبدالرحمن المحسني، فرأى أن عدداً كبيراً من أعضاء الجمعية تقدموا إلى الوزارة بطعون نظامية، ولم تلتفت لها، متسائلاً: «هل أصبحنا نخشى على الثقافة من وزارة الثقافة؟». وقال إن كل ما أخشاه أن تدفع هذه الصدمة المثقفين إلى خروج من النادي بلا عودة. وأعلم أن الوزارة قد لا يهمها ذلك كثيراً؛ لكن الوطن لن يحتمل قسوة المثقف ولا خروجه، لأننا في وطن، ومع ملك يحترم الإنسان ويقدر الوعي الثقافي حق قدره. وأكد الدكتور مطلق شايع أن سبب الغياب هو عدم نزاهة الانتخابات، وعدم إعادتها رغم وعد وكيل الوزارة بذلك، موضحاً أن تكرار هذه الإشكاليات في أبها وجازان والشرقية، أفقد الوزارة مصداقيتها، «مع تأكيدنا على أن الاعتراض ليس على الأفراد، وإنما على الآلية»، التي كانت إلكترونية وغير مرضية. ورأى الدكتور عامر الألمعي أن الغياب ردة فعل طبيعية لمواقف الوزارة من الإجراءات التي حدثت من أعضاء الجمعية وإرسالها طعنا في المدة النظامية، ولكن عدم استجابة الوزارة، مشيراً إلى أن معظم أعضاء الجمعية يرون أن قيمة الجمعية الاعتبارية تعرضت للإهانة عندما أصدرت قرار تعيين المجلس، ولم تلق بالاً لوعد الحجيلان، ولا لاعتراض غالبية الأعضاء، وكان المطلب البسيط أنه إذا كان هناك خطأ في الأجهزة، فتجرى الانتخابات ورقية، أو برفع الأيدي. أمر طبيعي أما من جانب الحاضرين، فرأى الدكتور أحمد التيهاني أن الغياب وعدم اكتمال النصاب أمر عادي، ويحدث في البرلمانات، ومجالس الشورى، والجمعيات. وقال: كنا نتمنى أن يحضر الجميع ليتم إقرار خطة العمل بالنادي، وأتمنى أن يحضروا في الموعد المقبل. من جانبه، أكد رئيس النادي، الدكتور أحمد آل مريع أنه لا يعتبر ما حدث أمراً جماعياً، ولكن النصاب لم يكتمل، وهذه ظاهرة طبيعية، وهذا غياب مألوف، ويعرف هذا من كان عضواً في عدد من الجمعيات، فكثيراً ما يحدث أن النصاب لا يكتمل في الجلسة الأولى، فيكتمل في جلسات أخرى.