كشفت مصادر عراقية مطلعة عن نقل رسالة إيرانية إلى قيادات كتلتي التحالف الوطني والكردستاني بأن طهران لا تريد «وجع راس» في العراق وهي تواجه استحقاقات المباحثات مع مجموعة (5+ 1) التي من المقرر عقدها في بغداد أواخر الشهر المقبل، في الوقت الذي بدأ فيه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي زيارته أمس إلى طهران. وكشفت المصادر أن النائب العراقي السابق والقيادي في الحرس الثوري الإيراني جمال جعفر الملقب ب «أبو مهدي المهندس» نقل الأسبوع الماضي رسالة من قائد «فيلق القدس»الإيراني قاسم آغا سليماني إلى زعماء أحزاب شيعية يتكون منها «التحالف الوطني»، وأبلغهم فحواها الذي يؤكد أن «إيران تفضل بقاء المالكي في منصبه ولا ترغب حاليا بأي تغيير في هرم السلطة بالعراق حتى نهاية ولاية الحكومة الحالية». وانتقل النائب السابق (أبو مهدي المهندس) إلى إقليم كردستان، والتقى في أربيل قيادات الحزبين الكرديين الرئيسين ونقل إليهم الرسالة ذاتها من سليماني، موضحا أن «إيران تعد أن ولاية المالكي الثانية ستكون الأخيرة، لكنها ترفض تغييره حاليا حتى انتهاء فترة حكومته، كونها منشغلة حاليا بالضغوط الدولية عليها والوضع السوري ولا تحتمل صداعا في العراق» وفي سياق متصل، نفى علي الموسوي، مستشار رئيس الوزراء العراقي أن تكون زيارته إلى إيران تهدف الحصول على دعم لتولي المالكي رئاسة الوزراء لولاية ثالثة، مؤكدا في تصريح صحفي أن هذه الزيارة لأغراض اقتصادية وحل مشكلة المياه، كان من المفترض أن يقوم بها المالكي منذ فترة بناءً على دعوة من نائب الرئيس الإيراني، لكن انشغاله حال دون تلبيتها، مبينا أن المالكي يبحث بهذه الزيارة ملف الاقتصاد والطاقة ومشكلة المياه والزراعة وأموراً أخرى (لم يحددها) ستخدم البلدين». من جانبها، دحضت وزارة النفط العراقية تقريراً أكد استحواذ إيران سنوياً على نفط من داخل الأراضي العراقية بقيمة 17 بليون دولار. ولفتت إلى أن المفاوضات مع إيران والكويت حول آبار مشتركة وصلت إلى مراحل متقدمة. وأفاد تقرير ل «المركز العالمي للدراسات التنموية» في لندن، أن إيران «تنهب معظم الحقول العراقية المجاورة وتحصل على 130 ألف برميل يومياً من أربعة حقول هي: دهلران ونفط شهر وبيدر غرب وأبان، ويبلغ حجم إيراداتها 17 بليون دولار سنوياً، وتمثل 14% من حجم موازنة العراق لعام 2012». وأبدى الناطق باسم وزارة النفط عاصم جهاد استغرابه لتحدث التقرير عن إيران وحدها، ولم يتطرق إلى الكويت، خصوصاً أن كلا الدولتين لديها حقول مشتركة مع العراق يتم البحث في كيفية استثمارها من خلال لجان فنية رفيعة المستوى». وأكد وصول المفاوضات مع الدولتين إلى «مراحل نهائية وحاسمة وتم الاتفاق مبدئياً على طرح عملية الاستثمار في الحقول المشتركة مع طرف ثالث يكون شركة نفطية كبيرة وتقسم عائداتها بين كل من البلدين». ولفت إلى أن «توقيع الاتفاقات قريب جداً». موضحا أن «المشكلة الوحيدة الآن هي ترسيم الحدود مع الكويت وإيران وإبرازها. وهناك لجان تدير المفاوضات». وأوضح أن «ترسيم الحدود ووضع الدعامات الحدودية من جديد مع إيران وتركيا سيحسم الكثير من الإشكالات الخاصة بالحقول النفطية المشتركة». ويمتلك العراق 25 حقلاً نفطياً مشتركاً مع الكويت وسوريا وإيران بينها 15 حقلاً منتجاً والأخرى غير مستغلة، وأبرزها صفوان والرميلة والزبير مع الكويت، ومجنون وأبو غرب وبزركان والفكة ونفط خانة مع إيران.