دعا المغرب سفيره المعتمد في الجامعة العربية في القاهرة إلى الاستفسار من أمينها العام، نبيل العربي، حول خلفيات تصريح صحفي قال فيه إن من حق «الشعب الصحراوي» تقرير مصيره في قضية نزاع الصحراء الغربية بين المغرب وجبهة البوليساريو الانفصالية. وخلَّف التصريح ردود فعل قوية في الوسط المغربي رسميا وسياسيا وشعبيا، على اعتبار أنها المرة الأولى التي يصدر فيها مثل هذا الرأي عن الأمانة العامة للجامعة العربية منذ نشأتها خاصة وأن ملف النزاع على الصحراء في يد الأممالمتحدة كأعلى سلطة تدبر مثل هذه الخلافات. وفوجئ المغرب بتصريحٍ منسوب لنبيل العربي، عشية زيارته للجزائر، قال فيه إن من حق الشعب الصحراوي أن يقرر مصيره، بحكم أن «أي شعب في العالم من حقه تقرير مصيره»، على حد قوله، منتقدا ما أسماها ب «ازدواجية المعايير» في هذه القضية. وجاء هذا الموقف الجديد والمفاجئ في حوار أجرته صحيفة الخبر الجزائرية مع العربي، حيث قال حرفيا حسبما ورد في المقابلة «موضوع الصحراء الغربية يختلف تماما، هو بين أيدي الأممالمتحدة، وبناء على قرارات الأممالمتحدة وبناء على رأي استشاري أصدرته محكمة العدل الدولية بخصوص الموضوع، وبحكم أن كل شعب في العالم من حقه تقرير مصيره، يجب ألا تكون هناك ازدواجية في المعايير أو في المعاملة مع الملفات، فالشعب الصحراوي من حقه أن يقرر مصيره أيضا، والأممالمتحدة لديها مبعوث خاص في الصحراء الغربية، وهي تتولى القضية ولا داعي لتدخل الجامعة في هذا الموضوع، إلا إذا طُلِبَ منها لأن الأممالمتحدة هي الأشمل». ومن شأن هذا التصريح أن يؤدي إلى أزمة دبلوماسية بين المغرب والجامعة العربية، خاصة وأن المغرب بحسب مصادر «الشرق» كان من المدافعين عن تزكية العربي أمينا عاما للمؤسسة العربية الأكبر، والتي يعتبر المغرب من مؤسسيها والداعمين لها. ولم يسبق لأمين عام ممن تعاقبوا على الجامعة العربية أن تدخل في هذا الملف، فتاريخيا، بَقِيَ نزاع الصحراء المغربية خارج أجندة الجامعة وحرص جميع أمنائها على دعم مساعي الأممالمتحدة وتفادي إعطاء تصريحات في هذا الشأن. واستغرب الشارع المغربي لتصريحات العربي في هذه الظرفية بالتحديد، لأنها تتزامن مع القرار الذي سيصوت عليه مجلس الأمن الدولي يوم غد الثلاثاء حول تمديد قوات المينورسو، وفي وقتٍ يدافع فيه المغرب عن مقترح «الحكم الذاتي» بصلاحيات واسعة ولا يؤيد تقرير المصير، وهو المقترح الذي نوهت به العديد من الدول واعتبرته الأنسب لحل المشكلة. بدورها، أعلنت الجامعة العربية أن «العربي» قال إن قضية الصحراء الغربية ليست مطروحة علي أجندة الجامعة، ونفت الأمانة العامة للجامعة أمس ما نُقِلَ عن الأمين العام في بعض وسائل الإعلام حول قضية الصحراء الغربية، ووصفت ما قيل ب «غير الدقيق».