أكد الكاتب عبدالله العبد المحسن أن الأدب الروسي شهد نقلة كبيرة في القرن ال17 الميلادي، لأن بطرس نقل الحضارة الغربية إلى روسيا، وتم ترجمة عدة كتب، إضافة إلى القرآن الكريم. جاء ذلك خلال أمسية قدمها العبدالمحسن مساء أمس في نادي المنطقة الشرقية الأدبي، وأدارها الناقد أحمد سماحة، عن الأدب الروسي، وسط حضور عدد من الأدباء والمثقفين، في قاعة الرجال بمقر النادي، مع غياب في قاعة النساء، وهو الأمر الذي عده نائب رئيس النادي، محمد الدميني، أمراً طبيعياً في مختلف النوادي الأدبية على مستوى المملكة. وفضل العبد المحسن بدء الأمسية بتقديم عدة نصوص شعرية مترجمة، قديمة وحديثة، لكتاب روس، مؤكداً على أنه أراد فتح «نافذة على الأدب الروسي الغني»، تكون بمثابة سجل تاريخي لما مرت به روسيا منذ اعتناقها المسيحية، موضحاً أن هذه الفترة تعد بداية تشكل الأدب الروسي، أو تشكل الإمارات الروسية، التي تأثرت بها الثقافة الروسية. وتناول العبد المحسن تأثر الأدب الروسي بالصبغة الدينية، مشيراً إلى أنه بعد تحول موسكو إلى عاصمة، ظهر الأدب المسكوفي، وعدة جوانب ومحطات تاريخية أخرى. وتحدث عن الكلاسيكية كاتجاه في الفن والأدب والموسيقى، مشيراً إلى أنها ظهرت في روسيا خلال القرن ال17، مستعرضاً روادها في فرنسا، وخصائصها، وانهيارها تحت ضربات الدولة الفرنسية. وكما تناول في حديثه الرومانسية، موضحاً ضرورة التفريق بين مشاعر الحب المتنوعة، والرومانسية كمنهج محدد تاريخياً، متناولاً منهجها التاريخي وأنواعها ومراحلها وخصائصها واختلاف الكتاب حول بدايتها وتعارض روادها مع الكلاسيكيين. وأشار إلى «العاطفية الروسية» التي تعد محافظة، وكذلك «الطبيعية» التي لم تنتشر كثيراً، بسبب طغيان «الواقعية» متناولاً أبرز الأعمال التي قدمت فيها. كما تناول «الرمزية»، ذاكرا أسسها الفنية. وتطرق إلى «المستقبلية» و»التصويرية»، اللتين وضع بيانهما شعراء مشهورون في روسيا، كشهرة نزار قباني في الوطن العربي، «حسب العبدالمحسن». وفي الفترة المخصصة للمداخلات، تساءل أحد الحضور عن الموقف الروسي من سوريا، ورد مدير الأمسية أن السؤال سياسي ولا دخل له بالأدب. فيما طالب نائب رئيس النادي بالتفريق بين السياسة والأدب، وقال «نحن بحاجة للتحدث عن الأدب، ونحن نتحدث عن حوار الحضارات أكثر من أي وقت آخر اليوم». وأشار أحد الحضور إلى أنه كان يتمنى أن يكون هناك مثقافة بين الأدب الروسي والأدب العام، متحدثاً عن الفترة التي انتشر فيها الأدب الروسي في العالم العربي بعد الحرب العالمية الثانية. ورد العبد المحسن بأن المثقافة تحتاج إلى محاضرات متعددة، ولا تكفيها محاضرة واحدة، واهتمام الروس بالثقافة العربية بدأت مبكرة جداً منذ عام 1903، حول القرآن الكريم، مشيراً إلى أن ترجمة القرآن الصحيحة، مختلفة عن الترجمة الفرنسية الخاطئة، وموضحاً أن تأثير الأدب العربي على الروسيين كان كبيراً، حتى في الموسيقى. وفي تعليقه قال نواف العمري إن طفولة «عظماء الأدب الروسي» مأساوية، وحياتهم بائسة، مضيفاً «أجد الأدب الروسي مليئاً بالبؤس والواقعية، هل هناك كاتب روسي قد توجد السعادة في مؤلفاته؟»، متسائلاً عن أسباب تأثر الأدب الروسي بالفرنسي وليس أي أدب آخر. وأكد العبدالمحسن أن قوة الأدب الفرنسي هي التي دفعت الأدب الروسي إلى أن يتأثر فيه، وليس أي أمر آخر. أما عن البؤس، فاختلف مع العمري، وقال إن غالبية أدباء الروس من أسر منعمة ونبيلة.