احتفى نادي مكة الثقافي الأدبي، مساء الثلثاء الماضي، بأديب مكة الرائد والرئيس الأول للنادي الأديب أحمد السباعي، خلال محاضرة أقيمت حول آثاره الأدبية، وتدشين خيمة ثقافية باسمه.وأشار الدكتور سحمي الهاجري، المحاضرة، إلى أن شعباً بلا رواد «شعب بلا ذاكرة حيّة، بخاصة وأن معظم رواد هذه البلاد، في كل المجالات، تميّزوا أساساً، بصفات شخصية، كالأصالة والصلابة والحنكة، إضافة إلى مواهبهم الأخرى». وأوضح أن السباعي «على رغم مجيئه بعد الرواد الأوائل، مثل العواد والأنصاري، إلا أنه مثل تغيّراً نوعياً في طبيعة مرحلة الريادة، فقد بدأ خطاب الرواد آنذاك في الانتقال التدريجي، من سيطرة تجريدات الشعر، وتعاليه على الواقع المعيشي، إلى التوسّع في فضاء السرد، فكان السرد باعتباره فعالية تنويرية، هو الفضاء الأدبي المناسب لتلك المرحلة، باعتباره معادلاً، لتطوير الوعي المدني التطويري»، مؤكداً أن السمات الشخصية للسباعي، «كان لها أثر كبير في مسيرته كلها، فهو إنسان عصامي، صنع نفسه بنفسه.. ومهما قيل عن تأثره بالأدب المهجري، أو ما قاله صراحة عن أثر مصر وأدبائها عليه، ولكن ذلك لم يكن مجرد معارف يتوافر عليها، أو معلومات يحفظها، بل تمثلها في وجدانه ووعيه، كما يتمثل النبات في ضوء الشمس. ولم يتهيب أن تكون له شخصيته المميزة، ولهذا تفرّد برؤيته الخاصة، وجاء إنتاجه شاملاً وموحياً وملهماً». وتطرق الدكتور سحمي إلى سيرة السباعي الذاتية، إذ عدّه «رائد أدب الاعتراف في واقعنا المحلي، وقد بدأ بنفسه، ليدعو المجتمع، إلى الاعتراف بعيوبه، كما تطهر هو باعترافاته وعالج عيوبه، منذ البداية، حتى صار من الأشخاص الذي يشار إليهم بالبنان». وتوقف عند رواية «فكرة»، التي عدت أكثر نصوص السباعي إثارة، «لأنها نص حي، فالنصوص الميتة لا تثير أحداً. وأول ما يتضح في الرواية، ذلك الإحساس المرهف بالمحيط الإنساني، والانفتاح العميق على العصر، والمنظور الجديد للذات والعالم، بصورة مختلفة، عن طرائق التفكير التقليدية، ومن جانب آخر، يتجلى في الرواية، ما يمكن أن يسمى «عاطفة التفكير»، لأنها تعتمد جدلية متواترة، بين الإطار الرومانسي ببعده الخيالي، والمضمون الواقعي ببعده الفكري». وفي سياق الاحتفاء نفسه، افتتح أسامة بن أحمد السباعي، «خيمة السباعي الثقافي» بحضور عدد من المثقفين والأدباء من مكةالمكرمةوجده. وأوضح رئيس النادي الدكتور حامد الربيعي أنها ستكون «متنفساً لأعضاء وضيوف وزوار النادي في الهواء الطلق، وستكون متاحة للجميع للقاءاتهم المسائية». من جهته، أثنى أسامة السباعي على الفكرة. وثمن الدكتور عبدالمحسن القحطاني هذه الخطوة من نادي مكة. وكان مجلس إدارة نادي مكة الثقافي الأدبي، أقرّ في جلسته الأخيرة فكرة هذه الخيمة، التي تقدّم بها نائب رئيس النادي الدكتور ناصر السعيدي.