نظم نادي جدة الأدبي، مساء الثلثاء الماضي، أمسية أدبية موريتانية، شارك فيها الدكتور مختار سيدي الغوث، ومباركة بنت البراء، ومحمد بحيدا عمو، ومحمد فاضل مصطفى، ويحيى البيضاوي وحضرها نائب القنصل الموريتاني أبو صوغو. وقال عضو مجلس إدارة النادي يوسف العارف: «نبحر هذا المساء مع الأدب الموريتاني والذي يقدمه نخبة من الأدباء والمثقفين الموريتانيين»، مشيراً إلى أن النادي «يحرص على إقامة بعض الفعاليات للإخوة الأشقاء في غير بلد عربي، والتعريف بمنجزهم الثقافي والأدبي». وشكر مقدم الأمسية حسن المهدي النادي على هذه البادرة والاحتفاء بالأدب الموريتاني. وقال: «هي في الحقيقة تعريف بتراث وأدب موريتانيا والليلة تلتقي رمال شنقيط بروابي الحجاز ليسطع الأدب العربي في سماء الكون». وقدم الدكتور مختار الغوث ورقة مهمة عن التاريخ الموريتاني، مبيناً أن اسمها «يتكون من كلمتين إسبانية ورومانية وتعني بلاد السمر»، مستشهداً بما قدمه الأديب العالمي شكسبير في رائعته «عطيل» والذي هو في الأصل قائد موريتاني. وأكد الغوث أن هناك ثلاث حقب رئيسية أثرت في الثقافة الموريتانية، وهي: حقبة المرابطين، وحقبة هجرة بني حسان إلى موريتانيا، وحقبة الاستعمار الفرنسي، مشيراً إلى أن مصادر الثقافة في موريتانيا «في الحقيقة أندلسية و مغربية وأن معلم موريتانيا الأول هو عبدالله بن ياسين». ولم يخفِ الغوث، في ورقته التي نالت إعجاب الحضور وكشفت عن تفاصيل مهمة في الحياة الأدبية الموريتانية، «تأثر الحجاج الموريتانيين بالثقافة المصرية، وذلك عند رحلة الحج مروراًَ بمصر والجلوس فيها والتعلم في الأزهر الشريف»، موضحاً أن الغالب على الأدب الموريتاني «هو الشعر الذي ازدهر منذ القرن 12 هجري وسيطر عليه النَفَس الجاهلي، للإعجاب الشديد به». كما تناول الغوث في محاضرته الأدب المحكي في موريتانيا، وقدم نماذج حية ألقاها بعض الحضور. وشاركت الدكتورة مباركة بنت البراء بورقة عن دور المرأة الموريتانية في الحياة الثقافية، وما أنجزته في حياة موريتانيا بشكل عام. وشهدت الأمسية مداخلات عدة وحضوراً نوعياً من النساء والرجال، وألقيت بعض القصائد الشعرية، نالت استحسان الجميع.