عبدالعزيز جايز الفقيري تحوَّلت اختلافات وجهات النظر بين تيارات النخبة، إلى سجالات غطَّت على قضية اجتماعية مهمة، هي قضية العنوسة، فقد تقدَّمت أعمار هذا الجيل، ويخشى أن تتحطَّم أحلامه في سعادة، وأسرة، وحب، وسلام. فهناك مريخ يصرخ يريد زهرة، وهناك زهرة ضائعة تريد مريخا؛ فلا السجالات يريدون، ولا الجدال يحبون؛ بل ليلة دافئة عائلية تحت أجواء رومانسية، وأطفال يلفهم الحنان. ولأن كلمة الفصل لابد أن يشارك فيها كافة أقطاب الوطن؛ بحثنا عن رؤية الإسلاميين في مشكلة الجيل الحقيقية (العنوسة)؛ فأخبرونا بأن قيادة المرأة حرام. وذهبنا إلى العلمانيين؛ فأخبرونا بأن المرأة تحتاج إلى حرية، ولا حرية بلا اختلاط...الخ. وليتنا نستطيع أن نجمع العوانس من الرجال والنساء في كوكب آخر، وندع الساحة لخلافات النخبة! للأسف؛ لا صوت يؤكِّد لنا جميعاً بأن قضايا الجيل محط اهتمامه، بل كل يغنِّي على ليلاه! الشاب يريد فتاة، والفتاة من سنين عانس في البيت وتريد شاباً، والكُتَّاب والمفكرون يعيدون خلافاتهم، أين أنتم؟ أين عقولكم؟ أين ضمائركم؟ مليونا عانس من النساء، وعدد غير معلوم من الرجال، والأرقام مرشحة للزيادة، ربما تصل خلال خمس سنوات وتحطّم حاجز ال (5) ملايين عانس! فأين أنتم؟ أين أقلامكم؟ نريد زواياكم فقط لمدة أسبوع، كلها تتناول هذه المشكلة، وإن زدتم، فكرماً منكم للوطن وفتياته. أين أنتم يا وسطيون؟ أين منابركم؟ أين محاضراتكم؟ اذهبوا إلى التسجيلات الإسلامية، وابحثوا: كم شريطا إسلاميا تحدَّث عن العانس؟ شيء مخجل، أين خطبكم ومحاضراتكم وبرامجكم الفضائية. الكل ينبغي أن يطرح رأيه بقوة وبثبات، وأقترح عاجلاً لا آجلاً تكوين «جمعية العوانس» نريد أن نعمل جميعاً على محاربة العنوسة، من يأتينا بالبشارة بافتتاح أول جمعية سعودية لمحاربة العنوسة؟